سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدولة العبرية ترفض التعاون ... وأميركا والاتحاد الاوروبي صوتا ضد القرار . اجتماع لجنة حقوق الانسان الدولية : قرار قوي بإدانة إسرائيل وتشكيل لجنة تحقيق
القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز - اعلنت اسرائيل امس انها سترفض التعاون مع لجنة التحقيق التي قررت لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة تشكيلها. كما هاجمت القرار الذي اتهمها بارتكاب "جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية"، ووصفته بانه "قرار متحيز". وكانت اللجنة قررت في ختام اجتماعها في جنيف ليل الخميس - الجمعة تشكيل لجنة من خمسة اعضاء يساندها فريق من خبراء الطب الشرعي للتحقيق في الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة واسباب احداث العنف الاخيرة. ويطلب القرار من المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان ماري روبنسون ومن المقررين الخاصين لهذه اللجنة التوجه "على عجل" الى الاراضي المحتلة. ويدين القرار الذي جاء في صفحتين "الانتهاكات الواسعة المتكررة والجسيمة لحقوق الانسان التي ارتكبتها السلطة الاسرائيلية المحتلة خصوصا القتل الجماعي والعقاب الجماعي وهدم المنازل واغلاق الاراضي الفلسطينية، وهي اجراءات تمثل جرائم حرب وانتهاكات صارخة للقانون الانساني الدولي وجرائم في حق الانسانية". وسيتم تعيين اعضاء لجنة التحقيق بالاتفاق مع لجنة حقوق الانسان وستكون مهمتهم لثلاثة اشهر. واتخذ القرار بغالبية 19 صوتا مقابل 16 وامتناع 17، وتغيب ليبيريا من مجموع 53 دولة، علماً ان اسرائيل لا تتمتع بصوت في هذا المنتدى. وصوتت الدول العربية والاسلامية مع القرار الذي قدمت نصه، وانضمت اليها دول من بينها الصين وكوبا، فيما امتنعت روسيا عن التصويت. وانقسمت بلدان اميركا اللاتينية بين مؤيد ومعارض وامتنع معظمها عن التصويت. وصوتت ضد القرار الولاياتالمتحدة حليف اسرائيل الرئيسي. كما رفضته الدول السبع الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التي لها الحق في التصويت، ومن بينها بريطانيا وفرنسا والمانيا، ورفضته ايضا كندا واليابان. واعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية انها "لن تتعاون في تطبيق الجزء الملموس من القرار"، و"ترفض هذا القرار العدائي غير المنصف وغير المجدي الذي جرى التصويت عليه بغالبية صغيرة من الدول العربية وانصارها". ورفضت المندوبة الاميركية لغة القرار باعتبارها "متحيزة ولاذعة". وقالت ان بنوده "تتعارض مع ما وافق عليه الطرفان". واضافت: "انه لا يوفر طريقا لمصالحة بين شعبين كانا على وشك التوصل الى تسوية نهائية على الرغم من انهما كانا على حافة صراع". وتحدث المندوب الفرنسي فيليب بيتي نيابة عن الاتحاد الاوروبي ليشرح تصويت المجموعة ضد القرار على رغم مفاوضات اللحظة الاخيرة الرامية الى تخفيف لهجته، وقال ان واجب اللجنة هو الدفاع عن حقوق الانسان في العالم وليس عمل "ادانات سياسية". ورحب المراقب الفلسطيني لدى الاممالمتحدة في جنيف نبيل رملاوي بنتيجة الجلسة، وقال في مؤتمر صحافي: "انني على يقين ان اهالينا سيشعرون انهم ليسوا وحدهم في نضالهم اليوم... إذ لا يزال الاسرائيليون يقصفون مدننا خصوصاً نابلس فيقتلون عددا من الناس". واضاف: "نحن نعتقد أن أي عمل من المجتمع الدولي لمساندة الفلسطينيين في نضالهم ضد الاحتلال الاسرائيلي يمكن ان يساعد في التوصل الى سلام عادل في نهاية الأمر". وقال مبعوث الجزائر الذي قاد الجهد العربي في اللجنة محمد صالح دمبري: "لقد ساند المجتمع الدولي القضية الفلسطينية من منظور حقوق الانسان". وهاجم مع المبعوث المصري فايز ابو النجا الدول الغربية التي تدافع عن حقوق الانسان، وهي اشارة غير مباشرة الى اميركا واوروبا على تصويتها برفض القرار. وقال ديبلوماسيون عرب واوروبيون ومسؤولون كبار عن حقوق الانسان في الاممالمتحدة انهم يعتقدون انها المرة الاولى التي تدين فيها اللجنة الدولة اليهودية بمثل هذه التعبيرات. على صعيد آخر، حاول الاتحاد الاوروبي تخفيف لهجة مشروع قرار كان من المقرر ان تناقشه امس الجمعية العامة للامم المتحدة ويدين اسرائيل بسبب استخدامها القوة المفرطة ضد الفلسطينيين. ومن المتوقع ان تتم الموافقة على مشروع القرار الذي تعارضه الولاياتالمتحدة في ختام اجتماع طارئ خاص للجمعية العامة التي تضم 189 عضواً بدأ الاربعاء الماضي وكان مقررا ان يستأنف في ساعة متقدمة من مساء الجمعة.