القاهرة - "الحياة" - صدر العدد الرابع عشر - السنة الرابعة - من مجلة "المنار الجديد" الفصلية الفكرية التي تصدر من القاهرة، كتب افتتاحية العدد رئيس تحرير المجلة جمال سلطان وعنوانها "الجزائر ونفق الحزن الطويل" وعلق فيها على التطورات الاخيرة في الساحة الجزائرية بعد الجدل الكبير الذي أحدثه كتاب الضابط الجزائري الفار حبيب سوايدية والذي حوى اتهامات صريحة لقطاعات عسكرية وأمنية بالمشاركة في ارتكاب مذابح ضد المدنيين ونسبها الى الجماعات الإسلامية. وفي العدد دراسة للباحث المغربي محمد آمحزون، عن "انهيار الدولة العثمانية في ضوء السنن الاجماعية" حلّل فيها مجمل الاوضاع الدولية والمحلية التي واكبت تحلل الدولة العثمانية، والاخطاء التي وقعت فيها مؤسسات الخلافة وأدت في النهاية الى انهيار الدولة. وكتب المفكر الإسلامي محمد عمارة دراسة تحت عنوان "التوتر الطائفي.. مسؤولية الدولة أم الكنيسة" حلل فيها تطور التوترات الطائفية في مصر منذ بداية عهد السادات الذي توافق مع تولي البابا شنودة الثالث قيادة الكنيسة الارثوذكسية المصرية. وناقش الباحث عدداً من الاشكاليات المتصلة بهذا الملف مثل وضع الاقباط في ظل الشريعة الاسلامية ومسائل الهوية الحضارية ونحو ذلك. في العدد ايضاً دراسة لعصام العريان، أحد قيادات "الاخوان المسلمين" في مصر، رصد فيها تطورات النشاط الحركي الإسلامي في السودان على مدار ربع القرن الاخير. وحلل التحالف بين البشير والترابي للوصول الى الحكم وما أعقب ذلك من توترات وقلق سياسي واجتماعي واقتصادي. وتوقف العريان عند الاحداث الاخيرة واعتقال الترابي ليخلص الى تأكيد مخاطر التصور لدى قطاع من الإسلاميين بأن مجرد إحداث انقلاب عسكري وتولي السلطة يحقق المشروع الاسلامي مبيناً خطأ هذا المنحى. وكتب الباحث المصري أحمد عبدالمجيد عن "التحديات الداخلية للحركة الإسلامية"، منبهاً الى أوجه القصور في العلاقات الداخلية، تتعلق بإدارة الخلاف وخطورة الاندفاعات الفكرية المؤسسة على فتاوى من غير المؤهلين. ودعا الى منح القواعد مجالات أوسع للتعبير عن خلافهم مع القيادات الحركية، محذراً من ان القمع الداخلي يحول الشباب الى مسخ مشوه. وعلى الصعيد ذاته كتب الباحث الجزائري خالد حسن مقالاً عن "الوعي المؤسسي في العمل الإسلامي المعاصر" عالج فيه الصراع التقليدي بين الكفاءات الفكرية والدعوة وبين قيادات البنى التنظمية، كما حذر من محاولة اختزال المعطيات الفكرية والدعوية والتنظيمية في شخص القائد، مشيراً الى أن هذا الأمر يضعف من قيمة العمل والدعوة معاً، ويحرم الأمة من ثمار الدعوة الإسلامية على الصعيد الحضاري الشامل. وفي العدد نفسه مقال للاديب المصري محمد عباس تحت عنوان "هوامش على أزمة الوليمة" وهو يشير الى قضية نشر رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر في مصر العام الماضي، ويرصد توابع تلك القضية على الصعيد المصري، وموقف المثقفين المصريين وما يراه تناقضات فاضحة في ما يتعلق بحرية الرأي. مثل دفاعهم عن الرواية المصادرة وتأييدهم - في الوقت نفسه - مصادرة جريدة "الشعب". وعلى الصعيد نفسه كتب محمود سلطان - وهو أحد صحافي جريدة "الشعب" مقالاً تحت عنوان "من التكفير الثقافي الى الابتزاز السياسي" رأى فيه ان قطاعاً من المثقفين اليساريين في مصر يمارس ما سماه التكفير الثقافي، بمعنى أن أي كاتب او مثقف يتخذ موقفاً ثقافياً مغايراً لما يراه ذلك القطاع فإنهم يبادرون بنفيه من زمرة المثقفين، وأحياناً يطلقون عليه "مثقف سابق" كما فعلوا مع عادل حسين عندما تحول من الماركسية الى الفكر الإسلامي. وندد محمود سلطان بما سماه "محاولات الابتزاز السياسي" التي يمارسها بعض المثقفين تجاه السلطة مثل تلويح بعضهم باللجوء السياسي الى الخارج كما حدث أخيراً في موضوع الروايات الثلاث التي صادرتها وزارة الثقافة المصرية. في العدد ايضاً كتب الباحث السعودي أحمد بن راشد بن سعيد استاذ الاعلام في جامعة الامام محمد بن سعود، دراسة تحت عنوان "حدود الهيمنة" رصد فيها العلاقة بين الرسالة الإعلامية الحديثة والمتلقي لها، والمنابر الاعلامية الجديدة مثل الانترنت والبث الفضائي. وهو يطرح في بحثه افقاً جديداً يعيد الاعتبار للمتلقي للرسالة الإعلامية. وكيف يمكنه ان يمارس ايجابية فاعلة تجاه الجبروت الإعلامي من دون أن يتوقف عند التلقي السلبي. وكتب الاديب والناقد عبدالسلام البسيوني مساجلات أدبية في صورة تخاطب مع النبي الكريم في خطبته في حجة الوداع تحت عنوان "وقفات دامعة في حجة الوداع" رصد فيها التناقضات بين ما كان يدعو اليه النبي الكريم او يحذر منه، وبين أوضاعنا السياسية والاجتماعية والقيمية الآلية التي بعدت عن روح هذا الخطاب النبوي واشاراته. واحتوى باب "الوثائق" النص الحرفي الكامل لمرسوم الخط الهمايوني الذي اصدره الباب العالي العثماني لحماية وتنظيم نشاط الاقليات الدينية في الدولة العثمانية، كما نشرت المجلة مرثيات لشخصيات دينية أو سياسية رحلت عن عالمنا اخيراً، مثل رثاء العلامة الشيخ محمد بن الصالح العثيمين، وكتبه الباحث السعودي سليمان الضحيان، ورثاء لعادل حسين، السياسي المصري، كتبه كمال السعيد حبيب. ونشرت تقريراً موسعاً عن حادثة تدمير تماثيل بوذا في افغانستان وردود الفعل الإسلامية التي واكبت الحدث وعلقت عليه، واختتمت المجلة صفحاتها برصد أهم الاصدارات العربية خلال الأشهر الماضية.