صدر العدد العاشر من مجلة "المنار الجديد"، وهي مجلة فصلية فكرية تصدر من القاهرة، ويحمل العدد في افتتاحيته هجوماً ضد رئيس حركة "حماس" الجزائرية محفوظ نحناح ويأخذ المقال الافتتاحي الذي كتبه رئيس تحريرها جمال سلطان على نحناح نقده "المفرط في عدوانيته" - على حد تعبيره - ضد "جبهة الانقاذ" ودفاعه عن المؤسسة العسكرية وتبرئتها من أية مسؤولية عن أزمة الجزائر. كما ينتقد دعوة نحناح الى حرمان "الجبهة" من ال سى أنها تستخدم مقومات الهوية الوطنية "الدين" في الصراع السياسي، ولعلّ من أبرز ما ورد في العدد مواجهة فكرية هي الاولى من نوعها بين جماعة "الاخوان المسلمين" المصرية وبين تنظيم "الجهاد". وذلك من خلال المناظرة التي عرضتها المجلة عبر مقالين طويلين لكل من القطب الاخواني المعروف وعضو مجلس الشعب البرلمان المصري السابق عصام العريان، وحمل مقاله عنوان "شهادات حية على الحركة الاسلامية المعاصرة"، وبين احد القيادات التاريخية لتنظيم "الجهاد" المصري كمال السعيد حبيب، وحمل مقاله عنوان "الحركة الاسلامية من اسر التاريخ الى آفاق المستقبل". والمناظرة تتعلق بما يشبه جردة حساب عن أعمال الحركات الاسلامية في مصر خلال ربع القرن الاخير، وما يأخذه كل طرف على الطرف المقابل. ويأخذ العريان على حبيب بشكل أساسي ما يصفه بمحاولة تهميش دور "الاخوان المسلمين" في الساحة المصرية، بينما يأخذ حبيب على "الاخوان" ما يصفه بالعنف التنظيمي ضد الفصائل المخالفة ورفض الاعتراف بتعددية الجهود الحركية الاسلامية. وناقشت دراسة للباحث السوري الشيخ محمد العبدة عنوانها "الواقعية في الفكر والحركة" موقف الاسلاميين من فهم الواقع واعتباره في الدعوة لتحقيق موازنة المصالح والمفاسد بشكل صحيح، وهاجم العبدة من ينتقدون "فقه الواقع" كما هاجم من يحولون الدعوة الاسلامية الى ما يشبه "الميكيافيليه" على حد تعبيره. وعلّقت دراسة تحت عنوان "وحدة العمل الاسلامي في مواجهة اعاصير العولمة" لرئيس الجامعة الاميركية المفتوحة فرجينيا صلاح الصاوي ، على موقف الحركات الاسلامية من "ظاهرة العولمة" طارحت محاولة لفهم هادئ للقضية بعيداً من "فزع" الاسلاميين. وتضمن العدد دراسة لأحد رموز الحركة السلفية في مصر هشام عقدة تحت عنوان "مفهوم الانتماء للسنة" وانتقد فيها ما اعتبره اساءة للسنة وقيمتها من خلال ممارسات وأفهام بعض الاسلاميين المعاصرين، مدللاً على كلامه من خلال رصد مواقف تاريخية متنوعة. وعرض رئيس حركة "النهضة التونسية" المعارضة الشيخ راشد الغنوشي ، في دراسة عنوانها "مراجعات في خبرة الحركة الاسلامية في تونس" لنشأة التيار الاسلامي في تونس، وحركة "الاتجاه الاسلامي" التي أسسها وعرفت لاحقاً باسم "حركة النهضة"، ورصد علاقات الحركة مع القوى السياسية التونسية المختلفة، والحوار الممتد الذي دار بين الطرفين. وحملت الدراسة، الى الإطلالة التاريخية، ايحاءات نقدية ذاتية واضحة ومعالم لأفكار التيار الاسلامي التونسي في المستقبل. وهناك ايضاً دراسة لمنسق شؤون الندوة العالمية للشباب الاسلامي في القاهرة حمدي عبيد، تحت عنوان "قراءة في مصطلحات مشبوهة" رصد فيها عدداً من المؤتمرات الدولية التي ناقشت شؤون المرأة في السنوات الاخيرة، وقدم قراءة نقدية للمصطلحات التي انتشرت في هذه المؤتمرات متهماً اياها بخدمة توجهات فكرية وقيمية رأى أنها لا تناسب العالم الاسلامي. في العدد مقال الباحث السعودي عبدالقادر طاش عنوانه "الدور الثقافي للفضائيات العربية" ناقش التطورات الحادثة في ساحة الاعلام العربي والانقلاب الذي أحدثته القنوات الفضائية، منتقداً اهتمام معظم القنوات بالجانب الترفيهي الذي وصفه بالاغتراب في حين يتجاهل أهمية الدور الثقافي والتنويري للمجتمع. واشتمل العدد على مقال لعبدالوهاب المسيري حمل عنوان "أسباب ظهور النظام العالمي الجديد" حمل فيه بعنف على ما وصفه بمحاولات فرض الهيمنة الاميركية على العالم المعاصر، مشيراً الى أسباب تولد فكرة العولمة وما تهدف إليه. وهناك مقال لمحمد القدوسي حمل عنوان "فاعلية الثقافة الاسلامية" ناقش فيه خصوصية الثقافة في المفهوم الاسلامي والآليات التي تمتلكها لصوغ رؤية انسانية متميزة. وفي العدد أيضاً قراءة لكتاب "اختلاق اسرائيل القديمة" قدمها محمد سيد بركة. وأفردت المجلة عدداً كبيراً من صفحاتها لنشر نص رسالة الشيخ عبدالسلام ياسين المعارض المغربي الى الملك محمد السادس.