فتح الحوار الذي دار في العدد العاشر من مجلة "المنار الجديد" الفصلية، التي تصدر في القاهرة، بين "الإخوان المسلمين" وحركة "الجهاد الاسلامي" المصرية، الشهية لمزيد من المداخلات والتعقيبات وبدأت تتجه نحو اعادة قراءة التاريخ المعاصر للحركة الإسلامية في مصر. ففي العدد الحادي عشر من المجلة، والذي صدر اخيراً، نشرت دراسة للباحث أحمد عبدالمجيد، وهو أحد القادة للجيل الوسيط من جماعة "الإخوان المسلمين" تضمنت شهادة تاريخية عن تطور الصراع داخل الجماعة وبخاصة في المرحلة الممتدة من 1965 الى العام 1975. وكتب الباحث المصري المهاجر في كندا طارق عبدالحليم مراجعة موسعة لتحولات جماعة "الاخوان المسلمين" تحت عنوان "رؤية في تحولات الحركة الاسلامية في مصر: الإخوان المسملين في نصف قرن"، عالج فيها ما اعتبره فصاماً بين تطورات الواقع الاجتماعي والسياسي المصري، في مقابل جمود في بنية الفكر الحركي والسياسي والعقائدي لجماعة الإخوان، معتبراً أن ذلك أحد أهم أسباب تعثر الحركة في مسارها التاريخي الطويل. وفي العدد ايضاً مداخلة للباحث الجزائري المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية خالد حسن عن ما اسماه "ظاهرة محفوظ نحناح" عالج فيها خصوصيات العمل المؤسسي في الحركة الاسلامية في الجزائر، وكيف ان حركة "حماس" الجزائرية التي يرأسها نحناح كانت - من وجهة نظره - تفتقد الى شفافية الحوار الداخلي، واتسمت بنيتها التنظيمية بضعف آليات العمل المؤسسي لمصلحة الزعامة الفردية الأقرب الى الاستبداد. وأنحى الباحث باللائمة على قيادات التنظيم الدولي للاخوان الذين اعتبرهم مسؤولين عن تدهور اوضاع حركة "حماس" بسلبيتهم تجاه سلوكيات زعيم الحركة. في العدد نفسه من المجلة كتب ابو إسلام أحمد عبدالله دراسة حملت عنوان "حقوق الأقباط المسلمين في مصر" واعتبر أن الاحتجاجات القبطية التي انتشرت في السنوات الأخيرة في الداخل او في المهجر، إنما قامت على خرافات وأوهام اجتماعية متعلقة بتضخيم تعداد الاقباط الى مجموع السكان في مصر. واعتبرهم لا يتجاوزون اربعة ملايين من مجموع ما يقرب من السبعين مليوناً. اضافة الى ان الملايين الاربعة منقسمون على 40 ملة عقدية. وجاءت دراسة أحمد عبدالله معززة بالاحصاءات والبيانات الرسمية والكنسية وغيرها. المعركة الثالثة التي فجرتها المجلة جاءت من خلال نقد حاد كتبه محمد رجب البيومي، احد كبار خبراء مجمع البحوث الاسلامية في الازهر، ضد كتاب حسن حنفي "اليمين واليسار في الفكر الديني". وقدم البيومي نقده تحت عنوان "الاسقاط الماركسي في الفكر الاسلامي" وحمل بشدة على كتاب حنفي ومجمل آرائه، واعتبره محاولة غير أمينة لتزوير التاريخ الاسلامي ومحاولة لإخضاعه لمناهج التفسير الماركسية. وكتب افتتاحية العدد المفكر السعودي محمد بن حامد الأحمري، تحت عنوان "تحدي التطبيع حتى لا ننسى"، اكد فيها اهمية ان تبقى جذوة الغضب من الإذلال الصهيوني حاضرة في أذهان الاجيال الجديدة، وان لا يمل المثقفون من التأكيد على خطورة محاولات التطبيع الجارية الآن في اكثر من قطر عربي وإسلامي، واضاف ان التساهل في هذا التذكير هو أمر بعيد عن الحكمة وعن تقدير فعل الزمن في الافكار والضمائر. ونشر في العدد ايضاً نص البيان التأسيسي الذي اصدره "المؤتمر الشعبي الخليجي لمقاومة التطبيع" بتوقيع المفكر الكويتي الدكتور عبدالله فهد النفيسي. وتضمن العدد تغطية لوقائع المؤتمر السنوي السابع للتجمع الاسلامي في اميركا الشمالية الذي عقد تحت شعار "معالم للمستقبل الإسلامي". وكذلك النص الكامل لبيان "مجمع البحوث الاسلامية" في الازهر عن رواية القاص السوري حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر".