سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الامير عبدالله والامير سلطان يستنكران العدوان على لبنان وسورية ... وباول يعتبر ان "لا حل عسكرياً للصراع". اسرائيل تجتاح مناطق للسلطة وواشنطن تدعوها الى الانسحاب
اجتاحت القوات البرية الاسرائيلية تساندها المروحيات والزوارق الحربية شمال قطاع غزة واحتلت من جديد كيلومترات عدة من اراضي مدينة بيت حانون المحاذية للخط الاخضر، وقسمت دباباتها التي نشرتها بكثافة القطاع الى 4 دوائر عسكرية معزولة تماماً عن بعضها بعضاً في اوسع عملية عسكرية منذ العام 1967 وصفها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأنها "جريمة لا تغتفر". راجع ص 4 وطلب وزير الخارجية الاميركي كولن باول، في بيان مساء امس، من اسرائيل "أن تحترم التزاماتها وتنسحب من غزة حسب بنود الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين". وقال: "لا يوجد حل عسكري للصراع، ولا نزال مقتنعين بشدة بأن استئناف التفاوض الرامي بين الطرفين ضروري لتخفيف العنف وبالتالي لوقفه". وعلمت "الحياة" ان مسؤولين اسرائيليين ابلغوا مراجع دولية انهم يبحثون في امكان الانسحاب من غزة بحلول اليوم الاربعاء. واضاف باول ان الولاياتالمتحدة "قلقة بشكل عميق ازاء الأحداث التي حصلت في الأيام الأخيرة في الشرق الأوسط، بما في ذلك هجوم حزب الله على القوات الإسرائيلية في مزارع شبعا ورد إسرائيل بالهجوم على مواقع سورية في لبنان والهجمات بالمدافع المستمرة من جانب الفلسطينيين داخل إسرائيل ورد فعل إسرائيل في غزة مساء" الاثنين. وفيما اشار الى "ان الوضع يهدد بأن يتدهور أكثر ويشكل خطراً بإمكان اتساع النزاع"، دعا جميع الأطراف الى "ضبط النفس وتخفيف التوتر واتخاذ خطوات لوقف العنف فوراً". وبرر باول الاجتياح الاسرائيلي بأنه "جاء نتيجة الهجمات الفلسطينية الاستفزازية بمدافع الهاون ضد إسرائيل"، قبل ان يصف الرد الإسرائيلي بأنه "مفرط وغير متناسب". ودعا الطرفين الى احترام الاتفاقات التي وقعاها "وبالنسبة إلى الفلسطينيين فهذا يتضمن تطبيق التزامهم رفض الارهاب والعنف، وتطبيق السيطرة على عناصر منظمة التحرير والسلطة الوطنية وتأديب المخالفين". وقال ان واشنطن "ستستمر بالعمل مع الطرفين من أجل استئناف المحادثات الأمنية التي بدآها قبل اسبوعين وذلك بأسرع فرصة". واضاف ان الولاياتالمتحدة "مستعدة لمساعدة الطرفين على اتخاذ خطوات لخفض العنف وإعادة ترميم التفتت ومساعدتهم لحل خلافاتهم من خلال المفاوضات". استنكار سعودي للعدوان من جهة اخرى دعا لبنان جامعة الدول العربية الى اجتماع استثنائي للبحث في العدوان الاسرائيلي الذي استهدف موقعاً سورياً على أراضيه في منطقة ضهر البيدر أول من أمس، وأعلن وزير الخارجية اللبناني محمود حمود انه سيطالب الجامعة بتنفيذ قرارات قمة عمان العربية التي اعتبرت أي عدوان على لبنان وسورية عدواناً على الدول العربية مجتمعة. راجع ص 5 وتلقى الرئيس اللبناني إميل لحود اتصالاً هاتفياً مساء أمس من ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، نقل اليه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وتأكيده وقوف المملكة العربية السعودية الى جانب لبنان، واستنكارها وشجبها للاعتداء الاسرائيلي الأخير، والتعرض للقوات السورية العاملة في لبنان. وأكد الأمير عبدالله موقف المملكة الثابت في هذا المجال، واستعدادها لتقديم كل مساعدة ممكنة للشعب اللبناني لمواجهة المرحلة الراهنة. وفي الرياض وصف الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي المفتش العام، إسرائيل بأنها "دولة عدوانية تقوم باجرام يومي على الشعب الفلسطيني الضعيف"، مؤكداً في تصريح للصحافيين بعد لقائه في جدة مع رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، رفض السعودية العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. وقال: "إن هذا العدوان الإسرائيلي غير مقبول بأي حال من الأحوال وليس مقبول أيضاً ان تتعرض إسرائيل لأي دولة عربية، فهي دولة معتدية تقوم بإجرام يومي على الشعب الفلسطيني". وأعلن نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن الخط الأزرق خط الانسحاب كما رسمته الأممالمتحدة "بدعة". وأكد ان اسرائيل ستدفع ثمن عدوانها وردنا سيأتي في التوقيت المناسب. الاردن: تحرك لإحتواء التصعيد وفي عمان ناقش العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء علي ابو الراغب ونائبه وزير الداخلية عوض خليفات ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب ومدير دائرة المخابرات العامة الفريق سعد خير الاوضاع الداخلية والتطورات الاقليمية وابرزها التصعيد العسكري الاسرائيلي ضد الفلسطينيين وسورية ولبنان. كذلك زار الملك عبد الله الثاني القيادة العامة للجيش والتقى الفريق الركن محمد يوسف الملكاوي، رئيس هيئة الاركان المشتركة. وقال ابو الراغب بعد اللقاء ان الملك "اكد اهتمامه الجاد بدعم الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عنه ووقف العدوان المستمر عليه"، لافتاً الى ان "هناك جهوداً اردنية من جهة وجهوداً اردنية عربية من جهة اخرى". واضاف رئيس الوزراء في تصريحات صحافية ان الملك عبد الله "اننا بحاجة في هذه المرحلة بالذات الى جبهة داخلية متماسكة قوية" وذكرت مصادر مطلعة ان الخطيب قدم خلال اللقاء ايجازاً عن نتائج زيارته لاسرائيل. وقال مسؤول اردني بارز ل "الحياة" ان الجهد الاردني - المصري في مواجهة التصعيد الاسرائيلي يتركز على "إطفاء الحرائق" ومحاولة حشد اكبر قدر ممكن من الضغط السياسي على الحكومة الاسرائيلية لوقف حملتها ضد الفلسطينيين وضد سورية ولبنان. واعتبر ان "المبادرة المشتركة وضعت العبء السياسي لتهدئة الاوضاع والعودة الى طاولة المفاوضات على كاهل الحكومة الاسرائيلية". واوضح ان وزير الخارجية الاسرائيلي ايد معظم نقاط المبادرة، وبخاصة تلك التي ابرمت اتفاقات بشأنها، وتحفظ عن نقاط قال إنها تحتاج درساً. واوضح ان الجانب الاسرائيلي لم يحدد موعداً للرد على الرسالة الاردنية - المصرية. لا تحرك في الاممالمتحدة تفادت الديبلوماسيتان السورية واللبنانية التوجه بشكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن. وقالت مصادر ديبلوماسية إن "لا مصلحة للبنان أو سورية في التوجه إلى المجلس في أجواء معبأة"، لذا فهما يكتفيان برسائل الاحتجاج. واتفقت المجموعة العربية في الأممالمتحدة على "البدء بتحرك ما" لدى مجلس الأمن والأمين العام كوفي أنان مع ترك مدى "البطء أو التسريع" لتقرره التطورات. وافتقد القرار العربي بالتحرك الصورة الواضحة بسبب الاحجام السوري - اللبناني عن التوجه بشكوى وطلب انعقاد المجلس من جهة، وبسبب التشتت الفلسطيني في البحث عن استراتيجية لإعادة طرح مسألة الحماية في المجلس التي تعارضها الولاياتالمتحدة معارضة قاطعة، من جهة أخرى. وتقرر طلب لقاء مع رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري، سفير بريطانيا السير جيرومي غرينستاك، كان متوقعاً عقده ليل أمس الثلثاء، يحضره وفد عربي مصغر لعرض العزم على التحرك "ولابلاغه اننا نتوقع من مجلس الأمن التحرك ازاء هذا الوضع الخطير"، حسب سفير عربي. كما تقرر طلب لقاء مع الأمين العام الذي يقوم باتصالات هاتفية مع قادة المنطقة، مؤكداً "ضرورة استئناف المفاوضات السياسية بلا أي تأخير لمنع الوضع من المزيد من التدهور"، حسب بيان للناطق باسم الأمين العام. وقال مندوب جامعة الدول العربية السفير حسين حسونة قبل الاجتماع برئيس المجلس: "سنطلب إدانة السياسة العدوانية الإسرائيلية الجديدة وهذا التصعيد الخطير. وسنطلب ان يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته، إذ من غير المعقول أن يبقى المجلس متفرجاً، فعليه واجبات ومسؤوليات في المحافظة على الأمن والسلم الدوليين والاقليميين، وهذا يهدد الأمن والسلم الدوليين والاقليميين". وزاد: "ولا يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في إصرارها على رفض تدخل الأممالمتحدة. فهذا غير مقبول، ونحن سنحاول حشد كل الدول والمجموعات الاقليمية والمجتمع الدولي للوقوف ضد سياسة إسرائيل العدوانية التي تدفع المنطقة إلى حافة الهاوية".