بقي القلق من الخروق الحدودية، سواء في الجنوب بإطلاق «الصواريخ» المجهولة الى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، أم في البقاع الشمالي جراء المعارك الدائرة في منطقة القلمون السورية وجرود عرسال اللبنانية، معطوفاً على مواصلة الأجهزة الأمنية استنفارها بحثاً عن خلايا إرهابية نائمة في الداخل، ماثلاً أمس أيضاً في لبنان، في مقابل محاولات ايجاد مخارج لتعطيل البرلمان ومجلس الوزراء نتيجة التجاذب على خلفية الشغور في الرئاسة الأولى منذ 25 أيار (يوليو) الماضي. (للمزيد) وكان اطلاق الصواريخ من منطقة جنوب صور في لبنان تكرر للمرة الرابعة قبيل منتصف ليل الاثنين – الثلثاء فسقط أحدها شمال فلسطين وردت القوات الاسرائيلية بإطلاق 31 قذيفة مدفعية و6 قنابل مضيئة على خراج بلدات جنوبية من دون وقوع اصابات في الجانبين، واستمر القصف الإسرائيلي حتى الفجر يواكبه تحليق طيران الاستطلاع الإسرائيلي، في سماء الجنوب وصولاً الى بلدة كفركلا الحدودية، وفق بيان صدر عن قيادة الجيش. وعزز الجيش وقوات الأممالمتحدة (يونيفيل) دورياتهما المشتركة وانتشارهما في المناطق الحدودية الجنوبية واتخذا تدابير غير اعتيادية بتعقب مطلقي الصواريخ والحؤول دون قيام المجموعات المجهولة بتكرار العملية، منعاً لاستدراج لبنان الى تطورات عسكرية غير محسوبة على حدوده مع إسرائيل، خصوصاً أن الأخيرة ما زالت تضبط ردود فعلها في إطار قصف محدود، بينما يمتنع «حزب الله» عن الرد على هذا القصف. وحتى مساء أمس لم يكن الجيش أعلن عن العثور على منصة اطلاق الصاروخ، كما حصل في الأيام الثلاثة السابقة، وقامت مروحيات وزوارق بحرية تابعة ل «يونيفيل» بمسح المناطق الجنوبية لرصد أي تحركات. وأعلن المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام ان المنظمة الدولية قلقة لإطلاق الصواريخ 4 مرات من الجنوب على اسرائيل وما تبعها من قصف اسرائيلي لمناطق لبنانية، مكرراً أن «هذه خروق واضحة للقرار الدولي 1701»، وناشد الأطراف ضبط النفس ومنع أي تصعيد. وعلى الحدود مع سورية عنفت المعارك بين «حزب الله» والجيش النظامي السوري من جهة ومقاتلي المعارضة السورية في منطقة القلمون وجرود بلدة عرسال اللبنانية حيث الحدود متداخلة، لليوم الثالث على التوالي، والبارز فيها أمس أن الجيش اللبناني أعلن أن «الطيران الحربي السوري استهدف جرود عرسال بعدد من الصواريخ ما أدى الى اصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة نقلوا الى المستشفيات». وقالت مصادر محلية ان الجرحى 4 من اللبنانيين من آل الحجيري كانوا يعملون في البساتين، اضافة الى عدد من العمال السوريين، وتدور المعارك في منطقة يتحصن فيها مقاتلو المعارضة الذين كانوا انسحبوا من القلمون إثر دخول الجيش السوري و «حزب الله» اليها، وهي تتداخل مع مخيمات للنازحين السوريين المدنيين. وجابت مكبرات الصوت بعض قرى بعلبك في البقاع تطلب التبرع بالدم لإسعاف جرحى الحزب. وفيما كان مصدر القلق من حصول تصعيد على الحدود الجنوبية ومن توسع أصداء الحرب الإسرائيلية على غزة، دانت كتلة «المستقبل» العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتنكيله اليومي بسكان الضفة الغربية. وطالبت المجتمع الدولي والجامعة العربية بوضع حد للعدوان الإسرائيلي ودعت الى التمسك بالوحدة الوطنية للقوة الفلسطينية التي هي سر الصمود والانتصار في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ورفضت الكتلة اطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية في اتجاه فلسطينالمحتلة واستخدام الأراضي اللبنانية لذلك، واصفة العملية بأنها عملية مدسوسة لتنفيذ سياسات اقليمية تناقض مصالح لبنان بالالتزام بالقرار 1701. وأكدت «المستقبل» أن «الدولة هي الوحيد المولج به الدفاع عن الأراضي اللبنانية بوجه العدو الإسرائيلي ومن يساهم في زعزعة الاستقرار وتعريض الأمن للاهتزاز يسيء لوطنه». وأشارت الكتلة الى «اشتداد المعارك بين مجموعات من «حزب الله» ومسلحين سوريين على الحدود الشرقية»، مجددة مطالبة الحزب بالانسحاب فوراً من سورية ووقف تدخله في الشؤون السورية لأنه يقحم لبنان في مشكلات لا حصر لها. وشددت على أن «من يحمي شعب لبنان هي الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية الرسمية، ومن يجلب له التوتر والويلات هي الميليشيات وقوى الأمر الواقع، و «حزب الله» في طليعتها».