في احتفال نادي جدة الأدبي بمرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيسه، أكد الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزير أمير منطقة مكةالمكرمة أهمية الثقافة في حياة الأمة ودورها في النهوض بالإنسان داعياً الأدباء الى تمثل روح الأمة ومشيراً الى خصوصية المملكة العربية السعودية، تلك الخصوصية التي ليس لها مثيل في العالم والمتمثلة بوجود كعبة المسلمين وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهي خصوصية تفرض على المثقفين السعوديين ان يكونوا أهلاً لهذا التمثيل، ودعا المثقفين الى تمثل هذه الروح في جميع معاملاتهم ومناحي حياتهم. وأكد ان الزمن لا يحفل بالمتخاذلين وخصوصاً ان السرعة هي شعار العالم الحالي وأي تأخر سيجعل اللحاق بالآخرين صعباً أو مستحيلاً... ولم يهمل دور المرأة في النهوض بالثقافة ومشاركتها المثقف في بناء صرح الثقافة السعودية، وأشار الى أهمية ان يكون للمرأة مكان داخل النادي تشارك فيه وتسهم في المجال الثقافي. وبدأ الاحتفال بكلمة ألقاها عبدالفتاح أبو مدين رئيس النادي ذاكراً المراحل التي اجتازها النادي. وتحدث ابراهيم الوزان مدير الأندية الأدبية المكلف ذاكراً دور القيادة السعودية في دفع الحركة الثقافية الى الأمام وبذل كل الجهود من أجل ان تحقق الثقافة أهدافها. وسرد الناقد عبدالله الغذامي حكاية المرحلة الثانية من عمر النادي والتي شارك فيها كنائب للرئيس، وذكر ان اعضاء النادي كانت تشغلهم كيفية جذب الجمهور الى صالة النادي، وظن الجميع ان اسماً كبيراً في دنيا الأدب يمكن ان يجذب المتلقين فتمت استضافة اديب عربي كبير من دولة مصر. وعندما حان موعد المحاضرة لم يكن هناك أحد، فلجأ أعضاء النادي الى الشارع واستقطبوا مجموعة من الناس وأوهموهم ان داخل النادي حفلة وعشاء وأجلسوهم في المقدمة وأحاطوا بهم من الخلف لئلا يخرجوا وكلما هموا بالخروج قالوا لهم: "العشاء بعد انتهاء حديث هذا الرجل"!! وواصل الغذامي ذكرياته عن تلك الفترة وكيفية البحث عن الجمهور، وقد لجأ أعضاء النادي الى المدارس الثانوية لتكون قاعدة جماهيرية ثم انتقلوا الى الجامعة، فكان يحضر طلاب كلية الآداب. لكن هذا الفعل الثقافي ظل حبيس أسوار الجامعة فأخذوا يبحثون عن الجمهور في صالات الأندية الرياضية واتفقوا مع نادي الاتحاد لكي تتم المحاضرات داخل النادي. الا ان الجمهور كان منساقاً للكرة مهملاً الجانب الثقافي... وذكر الغذامي انه في تلك الفترة ظهرت الحداثة كتيار أدبي مناقض لتيار السائد، وكان خصوم الحداثة كثراً، ما اسهم في ايجاد المتلقين حين تبنى النادي التوجه الحداثي للتواصل مع الجمهور. ومن هناك بدأت تتشكل قاعدة جماهيرية ترتاد النادي. وأكد الغذامي ان هناك مكرمين لم ترد أسماؤهم ضمن قائمة المكرمين الأساسيين، لكنهم لا يقلون جهداً ومساندة للنادي عمن تم تكريمهم. وذكر ان كلاً من محمد عبده يماني وعبدالمقصود خوجة وفائقة بدر وازدهار بشل واعتدال عطيوي واسماء أخرى كانت لها جهود تشكر عليها في مسيرة النادي. وبعد ذلك ألقى يحيى توفيق قصيدة مطولة اتسمت بالذاتية وأخذ بعض الحضور على القصيدة ابتعادها عن المناسبة. وفي نهاية الحفلة قدم الأمير عبدالمجيد دروع التكريم والشهادات لكل من: الأمير عبدالله الفيصل وحسن القرشي وعبدالفتاح أبو مدين رئيس النادي الحالي وعبدالله الحصين، وعبدالله مناع، والأمير سعود بن سعد بن عبدالرحمن. وتسلم اقارب الكاتبين الراحلين محمود عساف ومحمد علي مغربي الدرعين والشهادتين الممنوحة لهما. وهذه المجموعة تمثل أعضاء أول مجلس اضطلع بمهمات التأسيس. أما بقية المكرمين فهم: حسن نصيف، شكيب الأموي، الدكتور عبدالهادي الفضلي، أحمد بن علي مبارك، الراحل مطلق مخلد الذيابي، الدكتور عبدالله الزيد، حمد زيد الزيد، يحيى حسن توفيق، عبدالله ادريس، قينان الغامدي، عبدالله الغذامي. وتقرر تكريم اعضاء مجلس ادارة النادي الحاليين وهم: الشريف منصور بن سلطان، سعيد السريحي، عبدالمحسن القحطاني، ومحمد علي قدس.