كشفت مصادر دبلوماسية أمس الاثنين ل «الرياض» أن رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحي ، سيحل يومي 21 و22 يونيو الجاري بالعاصمة المغربية الرباط ليترأس مع نظيره المغربي إدريس جتو أعمال اللجنة العليا المشتركة المغربية الجزائرية التي ستتوج أعمال اللجان المشتركة التي تم تنصيبها منذ أكثر من سنة . وتأتي زيارة أحمد أويحي إلى المغرب ، في وقت تشهد العلاقات بين الجزائروالرباط حالة توتر جديدة على خلفية الرسالة التي وجهها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى جبهة البوليساريو بمناسبة الذكرى ال 32 لتأسيسها ، وهي الرسالة التي تزامنت مع تاريخ انعقاد القمة المغاربية ، ما تسبب في رفض العاهل المغربي المشاركة في قمة طرابلس، وتحميل الجزائر فشل انعقادها وتأجيلها إلى أجل غير مسمى، فضلا عن الإتهام الأخير الذي وجهه القصر الملكي المغربي إلى الجزائر بوقوفها وراء الحركات الاحتجاجية التي شهدتها مدينة العيون . كما تأتي هذه الزيارة بعد اللقاء الثنائي الذي جمع وزير الخارجية الجزائري الجديد محمد بجاوي، بالوزير المنتدب للشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب فاسي فهري على هامش اجتماع الشراكة الأوروبية المتوسطية الذي احتضنته اللكسمبورغ مؤخرا . على ذات الصعيد، قال محمد سعيد بن ريان ، سفير المغرب بالجزائر ، في ندوة صحفية عقدها أمس الاثنين على هامش أشغال كونفدرالية إطارات المالية والمحاسبة بالعاصمة الجزائر، إن فتح الحدود بين الجزائر والمغرب «من اختصاص الحكومة الجزائرية «كونه» اتخذ من طرف واحد «بعد فرض المغرب التأشيرة على رعايا الجزائر العام 1995، واعتبر السفير المغربي أن لا شيء اليوم «يعيق فتحها من جديد بعد إلغاء التأشيرة من الطرفين » . ولم يتردد ممثل المغرب بالجزائر من جانبه ، في فتح النار على الصحافة الجزائرية متهما إياها بالوقوف «موقف العداء من المغرب» ، و«صبّ الزيت على النار» في الوقت الذي يعمل فيه السياسيون على «لمّ الشمل المغاربي» وذهب السفير المغربي إلى حد القول أن الصحافة في الجزائر «تعطي الانطباع أنها لا تعبر عن تطلعات شعبها» . وكانت قضية الصحراء وتداعياتها على العلاقات السياسية في المغرب العربي، سيدة الأسئلة التي طرحها ممثلو الصحف المحلية والأجنبية ، وفي محاولة انتقاد تعاطي الصحافة الجزائرية مع هذا الملف ، قال سفير المغرب الجزائر أن الصحافة «لم تمنح الفرصة لوجهة النظر المغربية للإعراب عن موقفها» ما كان وراء ما اعتبره «الفهم الخاطئ » للجزائريين ل «جوهر القضية الصحراوية» .