على خلفية النزاع في الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر بدأت تلوح في الأفق بوادر حرب دبلوماسية بين البلدين المغاربيين الرئيسيين في المنطقة تلي الحرب الإعلامية التي بدأت الصحف الجزائرية في شنها من جانب واحد منذ أسابيع. فعقب الإعلان في المغرب عن مقاضاة القصر الملكي المغربي لكل من صحيفتي الخبرالجزائرية ولوموند الفرنسية على خلفية الحوار الذي أجرته الصحيفة الجزائرية بأحد المطلوبين للعدالة المغربية والمسمى هشام المنذري المتهم بتزوير عملات عالمية بينها الدينار البحريني والذي يدعي أنه كان مستشارا للعاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني خلال عقد الثمانينات رغم أن عمره لم يكن يتجاوز آنذاك العشرين سنة باعتباره من مواليد العام 1965 وهو ما أكدته والدته في تصريحات للصحافة المغربية. ومن فصول هذه الحرب ما ادعت صحيفة الخبر نقله عن مصادر في المعارضة المغربية" من أن "الرباط تفكر في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجزائر ، بحجة الحملة المغرضة التي تشنها صحيفة الخبر على الملك محمد السادس والجيش المغربي. وكتبت الصحيفة أن العلاقات الجزائرية المغربية مرشحة لاستفحال قد يأخذ أبعاد قطع العلاقات بين البلدين. متهمة أن القصر الملكي المغربي في طريقه "لارتكاب حماقات ضد الجزائر للرد على ما اعتبرته بالخسارة التي مني بها دبلوماسيا في قضية الصحراء الغربية". ومما أوردته "الخبر" نقلا عن مصادر لم تسمها بالاسم أن اجتماعا عقد في أروقة القصر الملكي بالمغرب بعد ظهر الجمعة الماضية حضره الملك محمد السادس وبعض أعضاء الحكومة المغربية والجنرال كحرشي المسؤول عن دائرة الاستخبارات الخارجية بالإضافة إلى محمد بن عيسى وزير الخارجية الذي قدم اقتراحا باستدعاء السفير المغربي بالجزائر كخطوة أولى وكإجراء احتجاجي موجه للسلطات الجزائرية السياسية والمخابراتية المتهمة من قبل المغرب بأنها وراء كل ما يكتب في "الخبر" وغيرها من وسائل الإعلام الجزائرية تقول صحيفة الخبر التي وفي نفس عدد يوم أمس الأحد كتبت تقول في خبر تحت عنوان "المجلس الوطني للمغاربة الأحرار المعارض: تضامن مع الخبر ضد الغطرسة الإعلامية لمحمد السادس" أن "المجلس الوطني للمغاربة الأحرار وهو تيار غير معروف بالمرة في الساحة السياسية قد أكد على لسان زعيمه هشام المنذاري تضامنه المطلق واللا مشروط مع صحيفة الخبر ضد ما وصفه ب"الغطرسة الإعلامية المغربية والخرجة الجديدة من جانب ملك المغرب. صحيفة "اليوم " التي يصفها الإعلام المغربي بأنها لسان حال المخابرات العسكرية الجزائرية نقلت في صفحتها الأولى من عدد يوم أمس الأحد تصريحات لوزير خارجية البوليساريو الذي اعتبر"أن الصراع في الصحراء هو صراع بين المغرب والبوليساريو ولا دخل للجزائر فيه " ردا فيما يبدو على تصريحات وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى . محمد سالم ولد السالك مسؤول خارجية البوليساريو الذي نشرت تصريحاته في صفحتين نفى أن تكون قضية النزاع في الصحراء مشكلة جيو سياسية بين المغرب والجزائر ، أو أن هذه القضية تعيق بناء الاتحاد المغربي مثلما صرح به بن عيسى . ولد السالك اعترف في ذات الحوار بوجود 1160 أسيرا مغربيا فوق الأراضي الجزائرية لدى جبهة البوليساريو ، بعد أن تم إطلاق سراح أكثر من ألف أسير مغربي منذ بداية الحرب، في حين أن المغاربة يرفضون الاعتراف بوجود ما أسماهم بأسرى "صحراويين" وأطلقوا 66 أسيرا فقط منذ بداية الحرب. وكانت جريدة "الفجر" بدورها قد حملت على تصريحات وزير الخارجية المغربي في عددها ليوم أول أمس السبت التي ذكرت أن "لهجة بن عيسى كانت توحي بأن المغرب بات مقتنعا بأن قضية الصحراء التي ظلت تشكل العقبة في طريق توطيد العلاقات الجزائرية المغربية نتيجة "تعنت" الرباط وعدم قبولها بأي حل يأتي من الأممالمتحدة وذلك منذ "احتلال أراضي الصحراء" عقب الجلاء العسكري الإسباني.