سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية يمثل المغرب في اللقاء الاوروبي - الافريقي ... ورفع منع السفر عن عائلة مرشد "العدل والإحسان". الرباط : الانفراج مع الجزائر مرتبط بتوافر "الإرادة"
رهن مسؤول مغربي انفراج العلاقات بين الرباطوالجزائر بتوافر "الارادة". وصرّح وزير الداخلية المغربي السيد احمد الميداوي الذي زار الجزائر اخيراً، انه في حال توافر الارادة الحسنة والجدية في اقامة علاقات بين البلدين "فإننا منفتحون تماماً". وقال ان قضية الصحراء التي تُعتبر عائقاً امام تحسين العلاقات "محسومة. ان المغرب موجود في ارضه وسيظل" فيها. واكد ان اجراء الاستفتاء في الصحراء مرهون بمشاركة جميع الرعايا المتحدرين من اصول صحراوية. وقال: "لن يكون هناك استفتاء الا في حال ضمان المشاركة الجماعية". ورأى ان ذلك يعتبر "شرطاً وحيداً". واستطرد: "إذا أريد ان يُفرض علينا تصويت جزء من الصحراويين فقط، فإننا لن نقبل ذلك". الى ذلك، وصف وزير الشباب والرياضة المغربي السيد احمد الموساوي زيارته الجزائر اول من امس بأنها هدفت الى وضع المسؤولين هناك في صورة المساعي التي تبذلها الرباط لاستضافة كأس العالم لعام 2006. وقال انه اطلع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة على الاشواط التي قطعها ملف الترشيح، وانه "اخذ علماً بالنصائح التي زوّده بها الرئيس بوتفليقة". واوضح ان محادثاته عرضت "توحيد التعاون في مختلف الميادين، خصوصاً في قطاع الشباب والرياضة". وكان لافتاً انه على رغم الطابع الرياضي للزيارة، فان وزير الخارجية الجزائري السيد يوسف يوسفي حضر المحادثات الى جانب السيد علي بن فليس مدير ديوان الرئاسة والسيد عبداللطيف رحال المستشار الديبلوماسي لرئيس الجمهورية. وقال المسؤول المغربي انه ابلغ رسالة شفوية من العاهل المغربي الملك محمد السادس الى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. وقالت مصادر ديبلوماسية في الرباط ان اهمية استخدام الملف الرياضي في الحوار مع الجزائر تُعزى الى التصريحات التي كانت صدرت من مسؤول في جبهة "بوليساريو" لدى زيارته جنوب افريقيا - منافسة المغرب في استضافة المونديال حول "معاودة حمل السلاح". وسرّبت اوساط جزائرية معلومات عن تأكيد الرئيس بوتفليقة، عند اجتماعه اخيراً مع زعيم جبهة "بوليساريو" محمد عبدالعزيز، انه اقترح عليه تحركات في اتجاه العواصم الاوروبية. وقلّل من اهمية معاودة تصعيد الموقف العسكري في المنطقة، خصوصاً ان بعض الاوساط في الرباط طرح تساؤلات عن مغزى المناورات العسكرية الجزائرية التي جرت اخيراً. في غضون ذلك، لاحظت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يديرها رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي ان اغلاق الحدود بين المغرب والجزائر أثّر سلباً على التواصل بين الشعبين مما ادى الى تضرر العلاقات الثنائية على كل الصعد، خصوصاً على الصعيدين الانساني والاجتماعي. ودعت الى العمل على تجاوز الوضع بإعادة ربط "جسور التواصل" بين الشعبين. وقالت مصادر مغربية ان وزير الخارجية السيد محمد بن عيسى سيمثل بلاده في اجتماع القاهرة للحوار الاوروبي - الافريقي في 3 و4 نيسان ابريل المقبل ما يعني استبعاد مشاركة العاهل المغربي الملك محمد السادس. وكان أُعلن ان العاهل المغربي سيزور القاهرة في ايار مايو المقبل، ضمن اعمال اللجنة العليا المشتركة المغربية - المصرية. لكن رئيس مجلس النواب المغربي السيد عبدالواحد الراضي رأى ان القمة الافرو-اوروبية ربما تكون مناسبة سانحة لاجتماع العاهل المغربي والرئيس الجزائري. ويسود اعتقاد ان الزيارة المقبلة للملك محمد السادس الى باريس الشهر المقبل، قد تحدد معالم الانفتاح في منطقة شمال افريقيا، في ضوء الدور الذي تضطلع به فرنسا في هذا النطاق، كونها مهتمة بترتيب علاقاتها مع كل من المغرب والجزائر. وزاد في ترسيخ هذا الاعتقاد ان واشنطن، ابدت بدورها اهتماماً بمحور العلاقة بين المغرب والجزائر في سياق توازن استراتيجي يمهد لتنفيذ خطة الشراكة المقترحة على كل من المغرب والجزائر وتونس. على صعيد آخر، قال مسؤولون في جماعة "العدل والاحسان" المحظورة ان السلطات المغربية تعهدت تسليم افراد من عائلة مرشدها الشيخ عبدالسلام ياسين جوازات السفر لأداء مناسك الحج. وقالت الجماعة في بيان ارسل الى "الحياة" في الرباط أمس ان وزير الشؤون العامة المغربي السيد أحمد الحليمي اجتمع مع افراد من العائلة وأبدى "استغرابه وأسفه" لقرار منعهم من السفر، في حين ان وزير الداخلية السيد احمد الميداوي ابلغهم أول من أمس ان اوامر عليا صدرت لتسليمهم جوازات السفر. وقال منتسبون الى "العدل والاحسان" ان الناطق باسم القصر الملكي السيد حسن أوريد ابلغ قادة في الجماعة، بطريقة غير مباشرة، ان قرار المنع كان "خاطئاً" وانه سيرفع. وكان افراد من عائلة الشيخ ياسين اعتصموا في مطلع الأسبوع الجاري امام مقر وزارة الداخلية في الرباط احتجاجاً على منعهم من السفر. وقالوا ان منتسبين الى العائلة أُرغموا على مغادرة طائرة مغربية كانت متوجهة الى الديار المقدسة. كما وجهوا رسالة الى رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي أبلغوه من خلالها انهم يعتزمون تنظيم تظاهرة في شوارع الرباط في حال استمرار منعهم من السفر. وفي الاطار نفسه، اصدرت رابطة علماء المغرب امس بياناً وصفت فيه رسالة الشيخ عبدالسلام ياسين الى المراجع العليا بأنها "تجاوزت حدود النصيحة ووصلت الى الافتراء". واتهمت ياسين بالتحريض والخروج عن الاجماع. وهذه المرة الأولى التي يصدر فيها علماء مغاربة موقفاً بهذا المستوى من التشدد حيال مرشد العدل والاحسان. ويضاف موقفهم الى الرسالة التي بعث بها المحجوبي احرضان زعيم الحركة الوطنية الشعبية ذات الاتجاه الامازيغي وانتقد فيها مواقف الشيخ ياسين. وكان زعيم جماعة "العدل والإحسان" وجه رسالة "الى من يهمه الأمر" دعا فيها الى استخدام ثروة العاهل الراحل الملك الحسن الثاني في تسديد ديون المغرب.