عرضت الحكومة المغربية أمس نتائج زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس لكل من البحرينوالهندوالامارات العربية المتحدة الاسبوع الماضي. وصرح وزير الخارجية السيد محمد بن عيسى بأن هدف الزيارات كان ابرام اتفاقات جديدة للتعاون في نطاق "حوار جنوب - جنوب". الى ذلك، توقف مراقبون امام انتقال المنافسة بين المغرب والجزائر من افريقيا الى آسيا. وقال ديبلوماسي مغاربي ل"الحياة": "إننا نعاين فترة جديدة من الصراع بين الرباطوالجزائر في شأن كسب مواقع تأييد في آسيا" بعدما كان البلدان في السابق يتنافسان على خطب ود الدول الافريقية في شأن مواقفهما، وتحديداً قضية الصحراء الغربية. واستدل على ذلك بالزيارة الأخيرة التي قام بها الملك محمد السادس للهند كونها جاءت بعد فترة قصيرة من زيارة قام بها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لنيودلهي توجت بابرام اتفاقات للتعاون العسكري والاقتصادي. وكان لافتاً ان محمد السادس اجتمع بدوره مع قادة عسكريين في الهند، على رغم انه لم يُعلن ابرام صفقة عسكرية بين البلدين. ومعروف ان التقارب المغربي - الهندي مر عبر تعليق نيودلهي اعترافها ب "الجمهورية الصحراوية" صيف العام الماضي. وقال الديبلوماسي المغاربي ان بلدان منطقة شمال افريقيا باتت مقتنعة بوجود سياسة انفتاح جديدة تلتزمها الهند إزاء البلدان المغاربية. واعتبر المصدر ان زيارة الملك محمد السادس للامارات العربية المتحدة افسحت في المجال امام تقارب الرباط وبلدان آسيوية عربية واسلامية. وقال ان الرئيس بوتفليقة زار بدوره الامارات قبل فترة في وقت عرفت فيه العلاقة بين الجزائر ودول خليجية مظاهر انفتاح بارزة خصوصا مع الامارات وقطر. ولاحظ الديبلوماسي ان الرباطوالجزائر اتجهتا نحو الانفتاح على ايران التي زارها رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي للمرة الاولى منذ معاودة تطبيع العلاقات المغربية - الايرانية التي كانت تعرضت للتدهور في الايام الاولى للثورة الايرانية في 1978-1979. في حين عيّنت الجزائر سفيراً في طهران بعد قطع العلاقات في بداية التسعينات إثر اتهام الجزائرطهران بالتدخل في شؤونها الداخلية والاتصال بالجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة. وقال أكثر من مراقب ان الرهان على تجديد علاقات الثقة بين ايران وكل من المغرب والجزائر يعزى الى المخاوف الناشئة، في الدولتين المغاربيتين، حيال تنامي الظاهرة الاسلامية. لكنهم لفتوا الى ان الحسابات الاقليمية للمغرب والجزائر تركز أساساً على الموقف في قضية الصحراء الغربية. وسبق لايران التي كانت من اشد مناصري جبهة "بوليساريو" خلال فترة الازمة مع المغرب، ان علّقت تعاطيها مع هذه الجبهة واغلقت مكتبها في طهران. لكن رهان المغرب على تحقيق كسب مماثل في القارة الافريقية ظل محدوداً. وعلى رغم تعليق عواصم افريقية عدة اعترافها ب "الجمهورية الصحراوية"، فإن عضويتها في منظمة الوحدة الافريقية ما زالت قائمة وكرّسها الاتحاد الافريقي في "قمة سرت - 2" على رغم تحفظات بعض الدول الافريقية.