يأمل القائمون على السياحة في عُمان في تطوير نسبة مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني عبر اتباع استراتيجيات توسع يشارك في إعدادها خبراء دوليون، هدفها تطوير أدوات الجذب السياحي وتحسين صورة عُمان كوجهة سياحية تتمتع بمواصفات ومعالم تحفز السياح على القدوم لزيارتها والتعرف الى قديمها المرمم أو حديثها المطور. وأتت الاكتشافات والتنقيبات الحديثة لتعزز موقع السلطنة كمقصد دولي مميز، إذ أعلن أخيراً عن اكتشاف أكبر كهف في العالم عُثر عليه في جنوب البلاد وينتظر أن يدرج على الخارطة السياحية لعمان. بذلت سلطنة عُمان خلال السنوات الأخيرة جهوداً حثيثة لتحويل السياحة إلى أحد المصادر البارزة للدخل الوطني ورفع نسبة مساهمتها الحالية في اجمالي الدخل القومي من معدلها الحالي البالغ واحداً في المئة إلى مستويات افضل. وكانت الحكومة خصصت خمسين مليون ريال عماني ضمن خطتها الخمسية الحالية لتفعيل أداء السياحة. ويعمل مسؤولو السياحة العمانية على إيجاد نقلة نوعية في مستوى فاعليات خريف صلالة 2001 الذي سيبدأ منتصف حزيران يونيو المقبل حينما تنخفض درجة الحرارة الى ما دون العشرين. ويتميز المناخ طوال ثلاثة شهور بجو ضبابي ومطر خفيف يغزل بالخضرة جبال محافظة ظفارحيث تتقاطر وفود العائلات القادمة من عُمان والخليج، بعدما تكون درجة الحرارة المرتفعة قاربت الخمسين في أغلب مدن الخليج وصحاريه. وعملت الجهات المختصة على إقناع شركة "الطيران العماني" بتخفيض أسعار التذاكر بعدما كانت رفعتها في السابق تحت ذريعة ارتفاع أسعار الوقود، في المقابل تم الاتفاق على تسيير رحلات ل"طيران الخليج" و"الكويتية" و"طيران الإمارات" مباشرة الى صلالة، الأمر الذي سيحقق نقلة كبيرة في عدد زوار الموسم. ويأمل المسؤولون العمانيون أن يترافق العمل على تأمين سعة مقعدية أكبر مع مزيد من الاهتمام الذي يتعين على القطاع الخاص العماني إبداءه عبر تقديم حوافز تسهل استمتاع الزوار وتحفز المواطنين والخليجيين على زيارة صلالة ألف كيلومتر جنوبعمان من خلال تقديم حسومات على الفنادق والشقق وبقية الخدمات الاخرى التي يحتاجها السائح، يضاف الى ذلك تقديم جوائز يتم السحب عليها خلال فترة اقامة مهرجان الخريف الذي سيبدأ في الثالث والعشرين من تموز يوليو من كل عام وهو اليوم الذي تحتفل فيه عُمان بذكرى تولي السلطان قابوس الحكم في عُمان. وتمتاز مدينة صلالة وسائر المواقع في محافظة ظفار بالطبيعة الخضراء والجو الرائع. يضاف الى ذلك عدد من المواقع الاثرية التي تدعو السائح الى زيارتها والتعرف عليها وسط اجواء من المناظر الساحرة التي تضيفها الطبيعة سماء وأرضاً. وإذا كانت محافظة ظفار تتمتع بمناخ وطقس معتدلين على مدار السنة فإن موسم الخريف يشكل فرصة للتمتع بالطقس الرائع والمناظر الطبيعية الخلابة والهروب من وهج حرارة الصيف الخانقة التي تجتاح الجزيرة العربية في الفترة ما بين شهري حزيران وأيلول سبتمبر، يساعد على ذلك المشهد الساحر الذي يشكله المزيج الرائع لشواطئ صلالة تعلوها اشجار النارجيل الجميلة الباسقة، ما يجعل القادم الى هذه المنطقة يعيش اجواء شبيهة بأجواء المنتجعات السياحية لشواطئ شرق آسيا التي تعتبر مقصد كثيرين من الزوار والسياح القادمين من اوروبا. وتمتد شواطئ ظفار 400 كيلومتر وتزخر بثروة سمكية هائلة تتيح للزائر تذوق انواع من المأكولات لا يمكن العثور عليها إلا في هذه المنطقة من العالم. وتعد ولاية مرباط والمناطق الشرقية من المحافظة ومنها: الشويمية وشربثات وحدبين وجزر الحلانيات، من أجمل المناطق البحرية الغنية بالتنوع البيئي حيث الشواطئ الناعمة والخلجان الصخرية. واكتشف أخيراً كهف "طيق" الذي يعد اكبر كهف على مستوى العالم، اذ تناهز مساحته 300 مليون متر مكعب حيث يزيد مرة ونصف مرة عن اكبر كهف معروف على مستوى العالم وهو كهف سيراواك في الشرق الأقصى. ويقع هذا الكهف شمال شرقي جبل نيابة طوى اعتير، ويبلغ عمقه 250 متراً ومساحة مقطعه 25.1 كيلومتر تقريباً ويحتوي على مياه جارية وشلالات مائية يفوق حجمها اضعافاً عدة شلالات دربات المعروفة في المحافظة. ويمكن الوصول الى الكهف بواسطة الطريق المسفلتة المتجهة الى طوى اعتير التي تقع بين ولايتي طاقة مرباط وعلى بعد 40 كيلومتراً من صلالة، ومن ثمّ يتم سلوك طريق ترابي حيث يفضل استخدام السيارات ذات الدفع الرباعي بصحبة مرشدين سياحيين من ذوي الخبرات الجيدة في مجال الكهوف. ويؤكد العاملون في القطاع السياحي أن هذا الاكتشاف العالمي سيعطي سلطنة عُمان نافذة سياحية فضلاً عن الجوانب العلمية والتاريخية التي ستشكلها عملية التعرف الى أرجائه، إذ يمكن الاستفادة منه كنمط سياحي جديد يُعرض لمحبي المغامرة والاكتشاف اضافة الى التمتع بالمشاهد والمناظر الجميلة التي يحويها. ومن الأماكن التاريخية التي تجذب السياح ذوي الطبيعة الاستكشافية منطقة الشصر الواقعة في الصحراء، ومنطقة البليد الساحلية التاريخية، ومنطقة الميناء القديم في سمهرم، وايضاً الحصون القديمة ومواقع نمو اشجار اللبان الذي لعب ولا يزال دوراً تجارياً مهماً في حياة الكثيرين من سكان الجنوبالعماني.