اشم رائحة السقف، ولا داعي للنظر الى الأعلى، الى العالم العادي في الأعلى" السماء المكسوة بالشعر، الغيم الذي يسقط على اليابسة والشمس التي تضرب الزجاج وتجفف المطر عندما يسقط على اليابسة. اشم رائحة السقف ولا داعي للنظر الى الأعلى، الى العالم العادي في الأعلى. ذلك الكهف المستقيم الجدران من الصعب اخلاؤه دفعة واحدة. كم شاحنة تحتاج الى ذلك؟ كم ساعة؟ لا يكفي ان يصل السائق ويطلق بوق الشاحنة. شعره يتطاير من النافذة. يداه وراء المقود. ضحكته. أسنانه - وأعرف شخصاً يشبهه تماماً. الخرقة المعقودة حول ساعده، المنشفة على المقعد الى جانبه لتجفيف الحر. لا يكفي انتظار عويل الفرامل في الشارع حيث ستقف الشاحنة. تعب شديد وأشم رائحة السقف ولا داعي للنظر الى العالم العادي في الأعلى. لا داعي للنظر من وراء الزجاج. هل نسيت شيئاً من ملمحك في الزجاج؟ والدخان لا يقود الى شيء. وحدها الولاعة تقود الى انسداد الرئتين. الولاعة التي في يدك. وهناك من يفقد أعصابه فوق. من يفقد عينيه من قوة الضوء. هناك من يفقد حياته. من يفقد جلده وشكله المعتاد من قوة الضوء. من الصعب ان تصعد وحدك الى مكان. هل جرحت يدك؟ هل جرحت خدك؟ ذقنك... رقبتك...؟ هل سقط مطر خلال دقائق وأنت تطيل النظر في الزجاج، وأنت تفكر بالخروج وحدك لتركض أو لتقفز بمفردك. يد مجنونة تدعوك لذلك. وكنت شاهدت المدينة من تحت. شاهدتها من فوهة سرداب. وشممت رائحة السرداب. ونزعت سنك بيدك لتنقف رف دوارٍ سود حط في القعر. ونزعت قميصك وسروالك وبقية ثيابك ومشيت في حديقة أشكال زجاجية كما حدست. وكانت ظهيرة مملة فعلاً. هناك، في حديقة الأشكال الزجاجية. كانت الحيوانات تتخدر. والشمس تصفع احلاماً تتراءى من خلف الزجاج وتذيبها. كان هناك شخص يذوب في غرفة الشمس وينسال كالمخاط على الزجاج. ينسال كالمصل على البلاط. كمادة لزجة غير معروفة على البلاط وعلى الزجاج. كان السطح عالياً هناك. وكان شيء ما يسقط عنه. كان يوم سقوط شيء ما من على السطح. جسم يلمع ويتراخى في الشمس ويسقط. وكانت البنايات تلمع وتتراخى في الشمس وتمشي خلف بعضها بحركة طوعية. كانت البنايات تمشي خلف بعضها على الطريق كصف الموتى بحركة طوعية. الموتى الذين ماتوا هناك على الطريق بأوقات مختلفة، وانتظروا بعضهم حتى يموتوا جميعاً، ليمشوا خلف بعضهم" كما فعلت البنايات عندما ماتت ومشت خلف بعضها. وكانت أشجار قد فعلت ذلك أيضاً عندما ماتت. كانت قد فعلت ذلك مخلوقات كثيرة وشاحنات وأجهزة وأعمدة وأبراج شاهقة. كانوا جميعاً، عندما يموتون، يلمعون ويتراخون في الشمس ويمشون خلف بعضهم" بحركة طوعية. وكان البحر مرمياً ودائخاً ولامعاً على طرف مهمل أمامهم، فينزلون اليه. كان أشخاص صغار يخرجون من علب مرمية على الرمل ويمشون خلف بعضهم بحركة طوعية، أيضاً وينزلون الى الماء... * شاعر لبناني.