لندن، موسكو، بروكسيل، ستكهولم - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - أبدى الاتحاد الأوروبي وروسيا استعدادهما للتعاون مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة ارييل شارون من أجل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، فيما دعت بريطانيا الى اعطاء الأولوية لكسر حلقة العنف والعمل من اجل تسوية عن طريق التفاوض على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام. وتعهدت الحكومة البريطانية بالعمل مع الفلسطينيين والاسرائيليين في سعيهم الى تحقيق السلام. وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بريان ويلسون في بيان امس رحب فيه بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في اسرائيل ان "الأولوية يجب ان تكون لكسر دورة العنف، وتنفيذ اجراءات لبناء الثقة واستئناف المفاوضات. ولا يمكن الا من خلال السلام ان تحقق شعوب المنطقة أمناً دائماً. ان تسوية عن طريق التفاوض قائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام هي البديل الوحيد لسفك الدماء الذي شهدناه". واضاف: "ان الحاجة تدعو ايضاً لعمل سريع لمعالجة حال الطوارئ الانسانية المتفاقمة في الأراضي المحتلة. ومن دون بعض المبادرات السياسية والاقتصادية الايجابية سيكون هناك مزيد من اليأس والبؤس، وهذا بدوره لن يولد سوى العنف". واعتبر ان على "الحكومة الاسرائيلية الجديدة والسلطة الفلسطينية ان تقررا ما اذا كان من الممكن تحقيق تقدم حاسم الآن في اتجاه اتفاق على الوضع النهائي. وينبغي لهما على الاقل، ان يحاولا العثور على طريقة يعيش فيها الاسرائيليون والفلسطينيون معاً بينما تستمر الجهود لتحقيق السلام". وختم ويلسون بيانه بالقول: "لا يوجد بديل للتعايش ويجب ان يكون ذلك نقطة البدء في تحقيق تقدم". موسكو واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان روسيا دعت امس حكومة الوحدة الوطنية الاسرائيلية الجديدة، الى العمل من اجل سلام "عادل" في المنطقة وابدت استعدادها للتعاون معها في هذا الاتجاه. واكد البيان: "اننا نامل في موسكو ان تنتهج الحكومة الاسرائيلية سياسة تهدف الى التوصل الى حل عادل مع جيرانها العرب". وتابعت الوزارة "للمرة الاولى خلال السنوات الاخيرة تستند الحكومة على غالبية مستقرة في الكنيست ... وستكون اولى مهماتها وضع حد للمواجهة الاسرائيلية الفلسطينية". واضاف البيان "ان روسيا وهي ايضا راعية لعملية السلام مع الولاياتالمتحدة تؤكد انها مستعدة لتعاون بناء مع الحكومة الجديدة من اجل تحقيق الاستقرار في المنطقة". سولانا من جهة اخرى، تعهد مسؤول العلاقات الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا امس بمساعدة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في مساعي احلال السلام في المنطقة. وقال سولانا في بيان: "اتطلع لاقامة علاقة عمل طيبة مع رئيس الوزراء شارون ومع صديقي القديم شمعون بيريز وزير الخارجية الجديد". واضاف: "اود ان اعرب عن التزامي الشخصي بمواصلة السعي الى مساهمة الاتحاد الاوروبي بشكل ايجابي في اقرار سلام دائم بالمنطقة". ويأمل الاتحاد الاوروبي الذي يقدم اكبر مساعدات للشرق الاوسط ان يعقد مؤتمرا طارئا للدول المانحة في الشهر الجاري للحيلولة دون حدوث انهيار مالي في السلطة الفلسطينية. ومثل سولانا الاتحاد الاوروبي المكون من 15 دولة في عدة جولات من المحادثات خلال الاشهر القليلة الماضية استهدفت احياء عملية السلام كما انه يشارك في بعثة تقصي الحقائق التي تقودها الولاياتالمتحدة للوقوف على اسباب موجة المواجهات الاخيرة. الى ذلك، افادت رئاسة الاتحاد الاوروبي السويدية امس في بيان ان وزيرة الخارجية السويدية آنا لينده والمفوض الاوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن سيتوجهان الى الاراضي الفلسطينية واسرائيل في 12 و13 من الشهر الجاري. ويسعى الاتحاد الاوروبي الى التعرف على مواقف رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حول عملية السلام في الشرق الاوسط. وستلتقي آنا لينده وكريس باتن ياسر عرفات الاثنين المقبل في غزة وارييل شارون في اليوم التالي في القدس.