شدد البيت الابيض على ضرورة التزام ارييل شارون بتعهداته بعدم ايذاء الرئيس الفلسطيني وكان الاخير قد اجرى اتصالات عاجلة مع زعماء اثر تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي له، فيما قال رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع إن الانحياز الامريكي شجع شارون لطرح مثل هذا التهديد المرفوض. واكد مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، ان "البيت الأبيض أبلغ رئيس الحكومة، أرييل شارون، بضرورة الوفاء بتعهداته بعدم إيذاء الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات". وأضاف المسؤول: أوضحنا تمامًا للحكومة الإسرائيلية أننا سنعارض مثل هذا العمل وقمنا بذلك ثانية عقب تلك التصريحات، وأضاف: نحن نعتبر التعهد تعهدًا. ونقلت هذه الرسالة خلال اتصال هاتفي أجرته كوندوليزا رايس، مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، مع دوف فايسجلاس، مدير مكتب شارون. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي قد كشف، مساء يوم أمس الاول، أنه أبلغ الرئيس الأميركي، جورج بوش، خلال لقائهما الأخير، أنه في حل من التزامه بعدم المساس بعرفات. وقال شارون في مقابلة خاصة بالقناة الإسرائيلية الثانية، إنه "عندما بدأ توليه منصبه الحالي كان عرفات يستقبل بحفاوة بالغة لدى العديد من زعماء دول العالم، عندها التزمت بعدم المس به. إلا أنني الآن، أبلغت بوش، خلال لقائي الأخير به، أنني في حل من التزامي هذا بعدم التعرض جسديًا لعرفات. التزامي لم يعد قائمًا، وأنا في حل من هذا الالتزام". وقالت وزارة الخارجية الأميركية، ردًا على تصريحات شارون، إنها لم تزل متمسكة بمعارضتها لاغتيال رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، رغم تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلي أنه لم يعد ملتزمًا بوعده بعدم المس به. من جانبه قال احمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني امس ان الانحياز الامريكي لاسرائيل شجع ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي على توجيه تهديده الاخير للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال شارون الجمعة في تصريحات يمكن ان تحشد التأييد له في اوساط حزب ليكود قبل تصويت الاعضاء يوم الثاني من مايو على خطته للانسحاب من غزة انه لم يعد يشعر بعد بانه ملزم بتعهده للرئيس الامريكي جورج بوش بعدم المساس بعرفات. واصدر قريع بيانا قال فيه ان ايذاء عرفات سينهي اي أمل في احلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وسيفتح صفحة جديدة في المواجهات الناشبة منذ ما يزيد على ثلاثة اعوام. واعتبر البيان انحياز الولاياتالمتحدة السافر لاسرائيل وما وصفه بالمقامرة بالمصالح الفلسطينية من خلال الضمانات غير العادلة التي اعطيت في الاونة الاخيرة فيما يتعلق بعملية السلام اسبابا مباشرة لتصريحات شارون التي يهدد فيها حياة الرئيس عرفات. وحث قريع في بيانه مجلس الأمن من اجل اتخاذ خطوات فورية لمنع اي محاولة اسرائيلية للمساس بعرفات. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن نبيل ابو ردينة، أحد مستشاري عرفات، قوله "ن الرئيس عرفات اجرى اتصالات عاجلة بعد تصريحات شارون الخطيرة وتحدث مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس خارجية سوريا فاروق الشرع والمبعوث المصري للاراضي الفلسطينية عمر سليمان وأمين عام مجلس الأمن القومي الأردني ورئاسة الاتحاد الأوروبي وروسيا". واضاف أبو ردينة إن عرفات أبلغ المسؤولين الذين تحدث معهم مطولا هاتفياً بالتداعيات والعواقب التي ستنجم في حال أقدم شارون على ما هدد به. وقال أبو ردينة إن تصريحات شارون ستزيد من حدة التوتر في المنطقة وهي مرفوضة. ونحن نحمل شارون المسؤولية عن هذه التهديدات التي ستجر المنطقة إلى الانفجار والهاوية. وتابع يقول إنه يطالب بوش بتوضيح بشأن هذا التصريح الخطير الذي اعتبره تصعيدًا وحذر من أنه سوف سيؤدي إلى زيادة التوتر.