} ناشدت اليابان أمس طالبان التراجع عن تدمير تماثيل بوذا، وسط أفغانستان، ودعت الدول الاسلامية الى التوسط لدى الحركة الافغانية التي أكدت مضيها في تدمير التماثيل، وحجتها "ان البدائل من ذلك لا تتفق مع احكام الاسلام"، الأمر الذي نفاه الازهر واعتبره جهلاً بالاسلام. أعلن وزير الخارجية في "طالبان" وكيل احمد المتوكل أمس ان الحركة لن تغير موقفها في شأن تدمير تماثيل بوذا الافغانية، على رغم الحملة الدولية المبذولة لانقاذها. وأوضح ان البدائل المطروحة لا تتفق وأحكام الاسلام. وتابع: "قلنا إننا لن نوفر الأشياء البوذية التي تعود الى ما قبل الاسلام او ما بعده"، وان مرسوم القائد الأعلى لطالبان الملا محمد عمر الذي امر، مطلع الاسبوع الماضي، بتدمير التماثيل الافغانية - التي تضم خصوصاً تمثالي بوذا العملاقين في وادي باميان وسط البلاد - "لا عودة عنه" و"سيطبق". واوضح ان "الامارة نظام طالبان اقيمت لتنفيذ الشريعة الاسلامية ونحن سنطبق المرسوم". ورد المتوكل على طلب المبعوث الخاص ل"منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة" يونيسكو في افغانستان بيار لافرانس التوجه الى كابول ليناقش مع "المتشددين" في طالبان قضية تدمير التماثيل، بالقول ان "الوفود الاجنبية تحل على الرحب والسعة في افغانستان، لكن ذلك لن يغير شيئاً في ما يتعلق بوضع تماثيل بوذا". وجاءت تصريحات متوكل وسط جهود دولية كثيفة لإنقاذ آثار أفغانستان من الدمار. ومن المقرر أن يكون وصل أمس الى اسلام اباد ثلاثة نواب يابانيين في محاولة لاقناع طالبان بالعدول عن القرار، وهم ينقلون رسالة من وزير الخارجية اليابانية يوهي كونو الى نظيره الافغاني متوكل، ويحملون عريضة تحمل خمسة آلاف توقيع، جمعها الرسام ايكو هيراياما للغرض نفسه. واعلن مصدر رسمي ياباني ان الحكومة اليابانية دعت دول الخليج الى التدخل لدى طالبان لاقناعها بعدم تحطيم التماثيل البوذية. واوضح ان كونو وجه رسائل في هذا الشأن الى نظرائه في المملكة العربية السعودية و دولة الامارات العربية واليمن وايران وسلطنة عمان وقطر والكويت والبحرين. وقال متحدث باسم الخارجية اليابانية ان "حركة طالبان تستند الى الدين الاسلامي الذي يحرم الأصنام لتبرر عمليات التحطيم. والوزير يعتقد ان دول الخليج التي تعتنق ايضاً الدين الاسلامي، يمكن ان تتحلى بفاعلية اكثر منا لوقف هذه العمليات". وفي هذا الصدد، انتقد الازهر في شدة تدمير طالبان التماثيل التي وصفها بأنها "صفحة من تاريخ افغانستان والبشرية في آن، وليست أصناماً أو آلهة من حجر صنعت ليعبدها الناس في القرن الحادي والعشرين". واستغرب عدم تراجع الحركة عن قرارها على رغم "الغضبة العارمة والالحاح في الرجاء في غالبية دول العالم الإسلامية والغربية معاً". وقالت صحيفة "صوت الازهر" أمس "ليس في وسع أحد حتى الآن أن يجد سبباً واحداً أو تفسيراً مقنعاً لهذا الذي فعلته طالبان. هل هو الغيرة على الإسلام؟ أم الجهل بالإسلام؟ أم مؤامرة على الإسلام؟ ثم ماذا يبقى للجماعة من حجج لتبرير ما أقدمت عليه بعد أن بادر كبار علماء الإسلام الموثوق بهم في كل انحاء العالم الى وضع الأمر في إطاره الشرعي وأعلنوا أن هذه التماثيل ليست أصناماً للعبادة بل هي صفحة من تراث البشرية وجزء من تاريخها ثم مضوا إلى ما هو أبعد من ذلك فأشاروا إلى أن المسلمين عندما فتحوا بلاد الأفغان في القرن الأول من الهجرة أبقوا على هذه التماثيل ولم يفتِ أحد بنسفها أو تدميرها". ومنذ أعلنت الحركة نيتها تدمير التماثيل تحظى القضية باهتمام بالغ في الأوساط المصرية كون مصر أكبر بلد إسلامي توجد فيه آثار من حقب قبل الفتح الإسلامي ، وتعهد الرئيس حسني مبارك التدخل لثني طالبان عن المضي في تدمير التماثيل وذلك تجاوباً مع طلب المدير العام لليونيسكو كوشيرا ماتسورا الذي اتصل به هاتفياً لهذا الغرض . وأشارت صحيفة "صوت الازهر" الى أن حركة طالبان "تعي جيداً أن الثمن الذي ستدفعه لا يعني شيئاً بالنسبة اليها، وأن الضرر الحقيقي هو ما نسب إلى الاسلام زوراً وبهتاناً، وكان سبباً في ما يلوكه الإعلام الغربي وفي الحملات الضارية التي طالما استثمرت قرارات وسلوكيات خاطئة لطالبان". وتستهدف الحركة أساساً الاثار البوذية التي يرجع تاريخها الى نحو ألفي عام، بما فيها تمثالان لبوذا يبلغ ارتفاع أحدهما 53 متراً والآخر 38 متراً. وفي كولومبو، ناشد رئيس وزراء سري لانكا راتناسيري ويكريمانايكا طالبان بالعدول عن قرارها. وقال أمام البرلمان انه سيسافر الى باكستان غداً سعيا الى توسيطها لدى أفغانستان لوقف حملة تدمير التماثيل. وأضاف انه سيسعى الى "عمل مشترك" مع دول أخرى للمساعدة في انقاذ تمثالي بوذا. وفي بكين، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية جو بانغاو التماثيل بأنها "ابداع الحضارة الانسانية واعتقد ان كل الدول تشترك في مسؤولية حماية التراث الثقافي والحفاظ عليه". ودعا طالبان الى العدول عن قرارها.