طهران، كابول - أف ب - دانت طهران أمس قرار حركة "طالبان" الافغانية الذي "لا عودة عنه" إزالة كل التماثيل الأثرية التي تعود الى حقبة ما قبل الاسلام في أفغانستان. ودعت منظمة "يونسكو" الى التحرك من أجل حماية هذه "الكنوز الانسانية". وذكرت منظمة الصروح التاريخية الايرانية التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الاسلامي، في بيان أمس، "اننا ندين تدمير تماثيل بوذا التي تعد كنوزاً للانسانية، على غرار تاج محل في الهند او ساحة الامام في ايران". واضافت ان على المدير العام لمنظمة "يونسكو" كويشيرو ماتسورا ان "ينقل بصفته حارس الثقافة العالمية احتجاج العالم اجمع، وان يتحرك في اسرع وقت ممكن من اجل حماية هذه الآثار العظيمة". واعلن وزير الخارجية الطالباني وكيل احمد متوكل امس ان قرار الحركة تدمير هذه التماثيل - بما فيها اكبر تمثال في العالم لبوذا واقفاً - لا عودة عنه، على رغم الاستنكار العالمي. وقال رداً على سؤال عن احتمال عودة زعيم طالبان الملا عمر عن قراره :"هل سمعتم مرة ان امارة افغانستان الاسلامية الاسم الرسمي لنظام طالبان تراجعت عن قرار اتخذته؟". ورفض إبداء أي رأي شخصي في القضية. وقال: "اياً يكن القرار سننفذه". ولم يحدد موعداً للبدء بتدمير التماثيل، موضحاً ان وزارة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة الاعلام ستشرفان على العملية. وأضاف: "اننا لا ندمر هذه التماثيل تحدياً للعالم، بل لأن لدينا مشكلاتنا الخاصة وقوانيننا الخاصة التي نتصرف بموجبها". واكد الملا عمر ان "الاحتفاظ بمثل هذه التماثيل مخالف للشريعة، والاسلام امر بازالة الاصنام". واضاف: "بعض الناس يؤمنون بهذه الاصنام ويصلون لها، وهي معتقدات لا يمكننا ان نقرها". وتابع: "اذا كان هؤلاء الناس يقولون انها ليست اصناماً للعبادة، فإن ما نقوم به هو مجرد تحطيم حجارة". يذكر ان افغانستان التى كانت مركزاً مهماً على طريق الحرير ومركزاً كبيراً للبوذية قبل الفتح الاسلامي في القرن الحادي عشر، ما زالت تحتفظ بآثار فريدة من الفنون البوذية، خصوصاً تماثيل عملاقة هي الاكبر في العالم لبوذا محفورة منذ ألفي عام في صخور داميان، وسط البلاد.