} في ظل تضارب المعلومات بشأن تمثالي بوذا الاقدم في العالم لتعذر الحصول على معلومات دقيقة عن مصيرهما، سقطت المحاولة الدولية الاخيرة التي قادتها منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونيسكو، لانقاذهما من التدمير على أيدي حركة طالبان الافغانية، مع تأكيد الاخيرة المضي قدماً في حملتها ضد هذا الارث الثقافي على رغم المناشدات الدولية. كابول، روما، نيودلهي - "الحياة"، أ ف ب، أب، رويترز - رفضت حركة طالبان الافغانية التراجع عن تدمير تماثيل بوذا العملاقة في باميان وسط افغانستان كما طالبها بذلك مندوب منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونيسكو بيار لافرانس، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الافغانية الاسلامية عن مسؤول في الحركة الحاكمة في كابول. وقال وزير خارجية طالبان وكيل احمد متوكل في تصريح نقلته وكالة الانباء الافغانية "لا ارى اي امكان للعودة عن قرارنا وقف عملية تدمير هذه التماثيل" التي نحتت في الصخر قبل اكثر من 1500 عام. وأدلى متوكل بهذا التصريح اثر محادثات اجراها مع لافرانس في قندهار. وقد اوفد مدير اليونيسكو كويشيرو ماتسورا، السفير الفرنسي السابق بيار لافرانس في محاولة لثني طالبان عن قرارها. ويبلغ ارتفاع التمثالين 53 متراً و5ر36 متراً وهما منحوتان في تلة ويعدان أول أمثلة معروفة عن تماثيل بوذا الضخمة المنتشرة في آسيا. ونتيجة لخطأ ما لم يدرج التمثالان في قائمة اليونيسكو للاماكن التي تتطلب حماية خاصة. وقد أصدرالقائد الاعلى لطالبان الملا محمد عمر الاثنين الماضي مرسوماً يقضي بتدمير كل التماثيل في افغانستان والتي تعود الى حقبة ما قبل الاسلام، وقال انها "مخالفة للاسلام"، وان "الاسلام امر بازالتها". واحاط الغموض أمس مصير التمثالين بعد تضارب تقارير حول بدء عملية تدميرهما. وأكد وزير الاعلام والثقافة في حركة طالبان قدرة الله جمال أمس ان "طالبان لن تستجيب لأي مناشدة ولن تعدل عن قرارها" بينما اكدت مصادر رسمية في طالبان ان تماثيل بوذا العملاقة في هذه المنطقة لم يشملها التدمير. وقال مصدر من طالبان ل"رويترز" ان الحركة "لم تبدأ تدميرهما بعد لكننا اعددنا نفسنا لذلك وهو ما قد يحدث في اي وقت". في حين أعلن جمال ان طالبان تزيل الآن اكبر تمثالين لبوذا في العالم. واستطرد "لا نعتزم ترك اي تمثال، ولا نعلم حجم العمل الذي تم انجازه حتى الآن". وقال ان المعلومات التي افادت بان تماثيل بوذا لم تهاجم، "خاطئة". ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن شهود عيان أمس ان طالبان بدأت قبل ثلاثة ايام تدمير التماثيل وانها تستخدم في ذلك مدافع مضادة للطائرات وقذائف مدفعية. ويتعذر التحقق من مصير التمثالين بشكل مستقل لان باميان تقع في وسط افغانستان وتستغرق الرحلة بالسيارة من كابول اليها يومين وتحظر طالبان دخول المراقبين الى المنطقة. وتواصلت أمس ردود الفعل المنددة بقرار طالبان، وأبرزها دعوة مجموعة الدول الثماني الحركة الافغانية الى العودة عن قرارها المأسوي. و اعلنت المجموعة في بيان انه "ادراكاً منا بان تنوع الانظمة الطبيعية والبشرية هو في اساس التنمية الدائمة، نعلن عن استنكارنا وصدمتنا من المعلومات التي تفيد بان طالبان امرت بتدمير جميع التماثيل والمعابد في افغانستان". ودعت المجموعة بالحاح قياديي طالبان "الى عدم تنفيذ هذا القرار المأسوي جداً"، مضيفة "ان التراث الثقافي الافغاني الثري لا يكتسي اهمية حيوية لدى الشعب الافغاني فحسب بل لدى جميع شعوب العالم". وصدر البيان في اعقاب مناقشات دارت بين وزراء البيئة في المجموعة استمرت ثلاثة ايام في ايطاليا حول التغييرات المناخية. وقالت وكالة انباء "شينخوا" الصينية ان الجمعية البوذية الصينية الحكومية دعت حركة طالبان الى وقف تدمير تمثالي بوذا بشكل فوري. ونقلت الوكالة عن مسؤول بوذي قوله ان "الدوائر البوذية الصينية تشعر بقلق بشأن هذا القرار الذي يسيء بشكل عميق لمشاعر البوذيين". ووصف رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي تدمير التماثيل بانه عمل بلا احساس وإهانة لكل الاديان. وقال ان منفذه لا يحترم القيم الانسانية. وفي روما، ناشد ملك افغانستان السابق محمد ظاهر المجتمع الدولي التحرك لحماية معالم الثقافة الافغانية. واعرب الملك المقيم في ايطاليا منذ اكثر من 30 عاماً عن قلقه على موجودات متحف كابول.