} أجرى مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية لقاءات في الخرطوم مع قادة في الحكومة والمعارضة عكست رغبة لندن في لعب دور في إقرار الوفاق والسلام في السودان، وعدم ميلها إلى تعدد المبادرات، وسعيها إلى توحيد منبر التفاوض بين الفرقاء السودانيين. في موازاة ذلك، أجرى زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق محادثات في أسمرا تناولت الحل في السودان. أبلغ مسؤول شمال افريقيا في وزارة الخارجية البريطانية أليستر ماكفيل نائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي الحاج مضوي محمد أحمد، والقيادي في الحزب محمد اسماعيل الأزهري، وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي ونائبه الدكتور عمر نور الدائم، ومسؤول القطاع السياسي في الحزب مبارك الفاضل المهدي في لقاءين منفصلين، رغبة بلاده في استطلاع الأوضاع السياسية في السودان، تمهيداً لتحرك يهدف إلى تقريب الشقة بين الفرقاء في الحكومة والمعارضة الشمالية والجنوبية لتحقيق مصالحة وطنية وانهاء الحرب الأهلية في جنوب البلاد والتي استمرت 18 عاماً. وأوضح الأزهري ان المسؤول البريطاني أبدى رغبة بلاده في توحيد منبر التفاوض بين الحكومة والمعارضة، وعدم ميلها إلى تعدد المبادرات، مؤكداً أن لندن لا تعتزم القيام بمبادرة جديدة. وقال الأزهري ل"الحياة" إن ماكفيل وعد بنقل اقتراحات القوى السياسية في شأن الحل السلمي إلى الشركاء الأوروبيين للهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا إيغاد في اجتماعهم المقبل في روما مع وزراء خارجية الهيئة. وذكر نور الدائم أن محادثات حزبه مع المسؤول البريطاني كرست لتدارس الدور الذي يمكن أن تلعبه لندن في إطار مبادرة "إيغاد" لتحقيق السلام في جنوب البلاد، مشيراً إلى أن ماكفيل أبدى اهتماماً بالقضايا الإنسانية والتنمية واستطلاع رأي القوى السياسية في شأن الأوضاع في البلاد. ويتوقع أن يلتقي المسؤول البريطاني زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي الدكتور حسن الترابي قبل إنهاء زيارته للخرطوم. إلى ذلك، عقد مسؤول العلاقات الخارجية في مؤتمر الشعب العام الليبي سليمان الشحومي لقاءات مع شخصيات قيادية، منها الصادق المهدي، والأمين العام للحزب الحاكم الدكتور إبراهيم أحمد عمر، ووزير الإعلام الدكتور غازي صلاح الدين. وناقشت اللقاءات مساعي الحل السلمي، وتنسيق التعاون بين الخرطوم وطرابلس والقاهرة. وكان الشحومي نقل رسالة من الزعيم الليبي معمر القذافي إلى الرئيس عمر البشير تناولت تسريع خطوات المبادرة المصرية - الليبية. وقال إبراهيم أحمد عمر للصحافيين إن الجانبين توصلا إلى "تفاهم كامل" في القضايا المطروحة، مؤكداً حرص الحكومة على المبادرة المشتركة المصرية - الليبية لفتح الباب أمام الوفاق الشامل. ودعا الشحومي في ختام زيارته الخرطوم إلى عدم التعجل في الحكم على هذه المبادرة التي مضى عليها 16 شهراً، موضحاًً أن لجنة متابعة من مصر وليبيا توالي اتصالاتها مع الحكومة والمعارضة في مسعى لإعلان موعد الملتقى الذي يجمع القوى السياسية في السودان. قرنق من جهة أخرى، يعقد قائد "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق لقاءات حالياً مع القيادة الاريترية. وذكر المتحدث باسم الحركة ياسر عرمان أن قرنق وصل إلى أسمرا أول من أمس، رافضاً اعطاء تفاصيل عن أسباب الزيارة التي تأتي بعد يومين من زيارة المبعوث الليبي. وكان المبعوث الليبي التقى الرئيس الاريتري أساياس أفورقي وقيادات المعارضة في أسمرا. إلى ذلك، عقد زعيم التجمع الوطني الديموقراطي المعارض السيد محمد عثمان الميرغني والأمين العام للتجمع الكوماندور باغان أموم لقاءً في العاصمة الاريترية أمس مع سفراء الدنمارك وايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة. وأوضح أموم ان "التجمع" طالب المجموعة الأوروبية بضرورة وقف نشاط الشركات الأوروبية والغربية العاملة في انتاج النفط في السودان. وقال: "إن النظام يستغل عائدات النفط في ممارسة التطهير العرقي في الجنوب".