خيمت قضية المسجد البابري الذي دمره المتطرفون الهندوس قبل ثمانية اعوام على المناقشات في البرلمان الهندي حيث رفض رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي طلب المعارضة المتمثلة بحزب المؤتمر، اقالة ثلاثة وزراء متورطين في التحريض على تدمير المسجد التاريخي. وتحسباً لإضطرابات محتملة، وضعت قوى الامن في عدد كبير من المدن الهندية في حال تأهب وخصوصاً في منطقة ايوديا شمال حيث موقع المسجد الذي ادى تدميره الى أعمال عنف اوقعت ثلاثة الاف قتيل وشوهت سمعة الهند. نيودلهي - رويترز، أ ف ب - عطل نواب المعارضة جلسات البرلمان الهندي لليوم الثالث على التوالي امس، مطالبين باستقالة ثلاثة وزراء متورطين في التحريض على تدمير المسجد البابري في مدينة ايوديا شمال البلاد والذي يرجع تاريخ بنائه الى القرن السادس عشر. ورفض رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي التجاوب مع طلب المعارضين المنتمين الى حزب المؤتمر بقيادة صونيا غاندي واحزاب اخرى معارضة. وانتقد فاجبايي تحركهم واستبعد استقالة اي وزير، قائلاً ان الجهود لبناء معبد هندوسي فوق حطام المسجد البابري "مجرد تعبير عن مشاعر قومية". وابلغ الصحافيين ان "لا سبب للمطالبة باستقالة الوزراء الثلاثة". وجرى تشديد الاجراءات الامنية في مدينة ايوديا حيث تجمع متظاهرون من المسلمين والهندوس، لاحياء ذكرى تدمير المسجد في السادس من كانون الاول ديسمبر 1992. وكان تدمير البابري أثار اعمال شغب في شتى انحاء البلاد راح ضحيتها ثلاثة آلاف قتيل. وتجمع آلاف الهندوس في المدينة امس، للتصديق على قرار ببناء معبد متعدد الاعمدة في الموقع الذي يعتقدون انه مسقط رأس الههم راما. وكانت المعارضة بقيادة حزب المؤتمر، اطلقت مطلع الاسبوع، حملة جديدة بغية التوصل الى استقالة الوزراء لال كريشنا ادفاني الداخلية واوما بهارتي الرياضة ومورلي مانوهار جوشي الموارد البشرية الذين يخضعون للتحقيق بتهمة تحريض أنصارهم على تدمير المسجد لبناء معبد هندوسي مكانه. وينتمي فاجبايي والوزراء الثلاثة الى الحزب الهندوسي المتطرف "جاناتا بارتي" الحاكم في نيودلهي حالياً. واعلن فاجبايي ان طلب المعارضة "لا أساس له والملف امام القضاء"، معتبراً أن هذه القضية ليست كأي قضية اجرامية اخرى. واكد فاجبايي ان الوزراء الثلاثة "كانوا هناك في ايوديا يحاولون وقف الحشود"، مضيفاً ان الحملة لاعادة بناء معبد للهندوس على هذا "الموقع المتنازع عليه" تأتي استجابة "لمشاعر قومية. وأن العمل لم ينته". ويتردد اسم ادفاني باستمرار في صفوف الخلفاء المحتملين لفاجبايي 75 عاماً الذي بات يشكو من تدهور حالته الصحية. وعلا أمس، صراخ نواب معارضين في مجلس الشعب الهندي وهم يرددون: "نريد استقالات"، ما دفع رئيس مجلس الشعب الى رفع الجلسة. وقال راميش تشينثال احد اعضاء البرلمان من حزب المؤتمر المعارض: "اليوم يوم اسود في تاريخ الهند، هؤلاء الوزراء الثلاثة متورطون بشكل مباشر في تدمير المسجد البابري. واثبت مكتب التحقيقات المركزي ذلك". وارجأ مجلس الولايات أيضاً جلسته امس، بعد صيحات من المشرعين المعارضين بسبب الموضوع نفسه. ويصر حزب المؤتمر على استقالة الوزراء الثلاثة الى أن تبرئ المحكمة ساحتهم من التورط بأي شكل من الأشكال في تدمير المسجد. وكانت الحكومة رفضت في السابق مطالب باستقالة الوزراء، قائلة ان توجيه اتهامات ليس سبباً كافياً لاقالتهم. وفي ايوديا، قال رئيس الشرطة الجنرال ر.ن. سينغ ان الاوضاع "طبيعية وسلمية". وأوضح انه جرى نشر 200 من قوات مكافحة الشغب المنتمية لقوة الرد السريع واكثر من 1500 من رجال الشرطة في بلدة اوتار براديش وحولها.