} ابدت "طالبان" استعدادها لوقف تدمير التماثيل البوذية، في حال اجمع على ذلك وفد لمنظمة المؤتمر الاسلامي، ضم مفتي مصر والمفكر يوسف القرضاوي وآخرين، وصل الى معقلها في قندهار حيث بدأ محادثات مع زعيم الحركة ملا محمد عمر. وعلمت "الحياة" في اسلام آباد امس، ان اتجاهاً الى التهدئة ظهر نتيجة المناقشات التي لم تخل من العتب المتبادل، فيما رفض وزير خارجية الحركة البحث هذه المسألة في لقائه مع كوفي انان. احتضنت مدينة قندهار جنوبافغانستان امس، محادثات هي الاولى من نوعها، بين حركة "طالبان" ووفد لمنظمة المؤتمر الاسلامي ضم عدداً من العلماء البارزين في العالم العربي، للبحث في شرعية الابقاء على اثار ما قبل الاسلام في الاراضي الافغانية. واكد ممثل الحركة السفير في اسلام آباد عبد السلام ضعيف ان الحفاظ على الاثار مرهون باجماع العلماء العرب والافغان على ذلك. وتأتي زيارة الوفد الاسلامي لمعقل "طالبان" في اطار مبادرة للرئيس المصري حسني مبارك وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لاقناع الحركة بوقف تدمير الاثار البوذية، بعدما قوبل قرارها في هذا الشأن بعاصفة من الاحتجاجات الدولية. وتزامنت محادثات قندهار مع لقاء فريد من نوعه في اسلام آباد امس، بين وزير خارجية "طالبان" ملا وكيل احمد متوكل والامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي وصل الى باكستان لاجراء محادثات تتناول الملفات الاقليمية اضافة الى قضية التماثيل. ولم يبد متوكل اي ليونة في قضية التماثيل، معتبراً انها "مسألة دينية داخلية لا تهدف الى تحدي العالم"، مؤكداً ان "احداً لم يقدم مبرراً دينياً" لوقف تدميرها. واشار الى انه "لم يبق الكثير" من تمثالي بوذا في باميان. وفضل متوكل التركيز في محادثاته مع انان على الجهود التي يمكن ان تبذلها الاممالمتحدة لتخفيف وطأة العقوبات الدولية على كاهل الشعب الافغاني. وبدا ان قضية التماثيل او ما تبقى منها، لن تحسم الا في محادثات قندهار التي جمعت الى كبار مسؤولي "طالبان" مفتي مصر الدكتور نصر فريد واصل ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود والمفكر الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي والكاتب الاسلامي فهمي هويدي والشيخ محمد الراوي احد علماء الازهر. كما ضم الوفد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في منظمة المؤتمر الاسلامي ابراهيم بكر والمدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور هيثم الخياط ومدير الشؤون الآسيوية والافريقية في وزارة الخارجية القطرية عبدالرحمن الخليفي ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية القطرية الشيخ ثقيل الشمرى ونائبه الشيخ عبدالقادر العماري واستاذ الشريعة في جامعة قطر الدكتور علي محيي الدين القره داغي. وكان الوفد غادر الدوحة في طائرة قطرية خاصة حطت في قندهار بعد حصولها على اذن خاص بالسفر من الأممالمتحدة. وكان مفتي مصر وصل الى الدوحة مساء أول من أمس. وقالت مصادر قطرية ان سفر الوفد جاء بتوجيهات من الشيخ حمد بن خليفة "في اطار اهتمام قطر بقضية الآثار بصفتها ترأس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي". يذكر ان معظم اعضاء وفد "المؤتمر الاسلامي" كانوا اعلنوا وجهات نظر معارضة لتدمير آثار ما قبل الاسلام في الدول الاسلامية، ما شجع مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا على مناشدة زعيم "طالبان" تعليق فتواه بتدمير الاثار في انتظار الوقوف على وجهة نظر الوفد. وجاء ذلك في رسالة وجهها ماتسورا الى محمد عمر عبر مبعوثه الخاص الى افغانستان بيار لافرانس. كذلك اصدر الازهر بياناً جديداً حض فيه الحركة على وقف تنفيذ فتواها. وأكد وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى أن الرئيس مبارك "انزعج بشدة للآثار الضارة الناتجة عن الاصرار غير الضروري لقادة طالبان على تنفيذ قرارهم". وسُئل موسى عن مغزى سفر المفتي واصل إلى افغانستان كمبعوث شخصي لمبارك رغم عدم اعتراف مصر بحكومة الحركة، فقال: "إن على مصر بلد الازهر التزامات كثيرة بينها الدفاع عن الاسلام والتصدي لكل ما يسيء إليه".