بيروت - "الحياة" بدأت عملية ضخ المياه من نبع الوزاني في جنوبلبنان بعد ظهر أمس الى قرية الوزاني المجاورة اذ انجزت كل الانشاءات المطلوبة، بعد طول غياب، وضجة اسرائيلية عارمة على المشروع. وكان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في لبنان السفير ستافان دي ميستورا أكد صباحاً ان "للبنانيين الحق في سحب المياه من نبع الوزاني الى قراهم"، موضحاً "أنهم يطلبونها بكميات صغيرة ولم يكونوا في طور تحويل مجرى النهر ولا نريد ان يتحول الأمر أزمة دولية". كلام دي ميستورا جاء بعد لقائه رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري، واطلاعهما على مضمون اجتماع "مهم" عقده في القدس مع نظيره تيري رود لارسن ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز وتركز على مسألة المياه التي "وضعتنا أمام احتمال أزمة كبيرة على بعض المياه الموجودة في لبنان والتابعة لأراض لبنانية". ولفت الى ان "هذا الجانب من مسألة المياه يجب ان يعالج في حذر وألا يضخم الى أزمة كبيرة"، مشيراً الى ان "بيريز أعطى اشارات بناءة الى ارادة تهدئة هذه الأزمة". وعن حل هذه الأزمة، قال: "ان وضع المياه في الشرق الأؤسط جدي ومهم جداً، وعلينا حلها قبل ان تتحول أزمة كبيرة، وأعتقد انها قلصت الى لا أزمة. الأمر بسيط: في لبنان نهر يجب ان تستخدم مياهه في مستوى معقول من جانب القرى اللبنانية". وسئل هل تقبل اسرائيل هذا المنطق؟ أجاب: "ان ما قاله بيريز خفف أزمة المياه الى ما هي بالفعل، أي تركيب أنبوب قطره 10 سنتمترات يؤمن حق القرى اللبنانية في الحصول على المياه، ولا أحد يمكنه مناقشة هذا الحق، والمجتمع الدولي يدعم لبنان". وتطرق الى الوضع في الجنوب وعمل قوات الطوارئ الدولية في ضوء قرار مجلس الوزراء تشكيل لجنة متابعة لعمليات نزع الألغام بعد قرار دولة الإمارات العربية المتحدة تمويلها. وأكد ان "نزع الألغام أولوية"، مشيراً الى احتمال اثارتها في القمة العربية في عمان الأسبوع المقبل، والى ان "الخطوة التالية هي عقد مؤتمر لنزع الألغام". وأبدى السفير الروسي في لبنان بوريس بولوتين بعد لقائه الحريري استعداد بلاده "للمساهمة في عملية نزع الألغام على مستوى الخبراء". وقال ان "هذه العملية انسانية جداًً". وأشار السيد محمد حسين فضل الله الى "الضجة التي تثيرها اسرائيل على افادة لبنان من مياهه والتهديد بالتدخل العسكري لمنعه من ذلك، كما لو كان لها الحق في مياه لبنان". وطالب المسؤولين والشعب ب"أن يواجهوا هذا الأسلوب الجديد بكل الوسائل بما في ذلك رد القوة بالقوة من خلال الجيش اللبناني والمقاومة، لأن القضية ترتبط بالمصالح الحيوية للبنان فضلاً عن استمرار العدو في احتلال مزارع شبعا واعتقال الأسرى وسرقة مياه لبنان".