قبل أن يغادر السيد عمرو موسى القاهرة اليوم في طريقه الى العاصمة الاردنية، في آخر مهمة رسمية له كوزير للخارجية، ابلغ مسؤول عربي كبير "الحياة" أنه "لا يتوقع الكثير" من قمة عمان التي تعقد الثلثاء المقبل. وقال إن موضوع العراق تراجع ك "مصالحة" وتقدم ك "مشكلة" مطروحة للبحث، وان هناك توافقا عربياً عاماً على أن تكون اولوية القمة لكيفية مواجهة ازمة الشرق الاوسط والمستجدات التي تفرضها سياسات ارييل شارون. واعلن الديوان الملكي السعودي، في بيان امس، ان وزير الدفاع السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز سيرأس الوفد السعودي الى القمة العربية، بالنيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. ويصل اليوم الامير سعود الفيصل الى عمان حاملاً رسالة من الملك فهد الى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. واوضح المسؤول العربي إنه اصبح من المستبعد أن تفتح القمة العربية ملف "الحالة العراقية" في إطار البحث عن "مصالحة عربية شاملة" وان ثمة اتفاقاً على ضرورة تجنب مخاطر الاختلاف حول الازمة العراقية لئلا تتحول القمة "ساحة اتهامات بين العراق وجيرانه وتصبح قضية رفع العقوبات عن العراق سبباً لخلاف عربي - عربي، بينما تدخل القضية من وجهة نظر البعض في دائرة اختصاص مجلس الامن الدولي". واشار المصدر الى أن اكثر من عاصمة عربية، بينها القاهرة ودمشق وعمان، حصلت على موافقة عراقية على عدم فرض الازمة العراقية على جدول الاعمال، وأن الجانب العراقي "وافق على ان تكون اولوية القمة للقضية الفلسطينية وتحسين الاوضاع الصعبة للشعب الفلسطيني في ظل سياسات شارون التي اغلقت عملية السلام تماماً". واعرب المسؤول الكبير عن اعتقاده بأن النتائج النهائية للقمة "ستظل رهن مدى عقلانية الخطاب العراقي في القمة، وألا تكون بغداد صوتاً ناشزاً"، آملاً بأن يكون العراق "جزءاً من حال الوفاق العربي العام". وشدد على ان القمة العربية مطالبة بالخروج بموقف موحد لمساندة صمود الشعب الفلسطيني، مكرراً أن ثمة اتفاقاً عاماً ان تكون اولوية القمة لكيفية مواجهة ازمة الشرق الاوسط والتحديات التي تفرضها سياسات شارون، واتخاذ اجراءات سريعة لضمان وصول الدعم الى المواطنين الفلسطينيين والعمال الذين فقدوا ارزاقهم، والى سائر العاملين في اجهزة السلطة الفلسطينية. تعليمات من شارون لضرب قادة فلسطينيين وفي ظل استمرار الحصار الاسرائيلي المضروب حول المدن والقرى الفلسطينية ومواصلة الجيش الاسرائيلي قصف مواقع فلسطينية، طالب الفلسطينيون امس "لجنة ميتشل" التي تتقصى اسباب المواجهات العنيفة المستمرة منذ اواخر ايلول سبتمبر الماضي ب "اعتبار الاحتلال الاسرائيلي المصدر الاساسي للعنف". وبعدما التقى اعضاء اللجنة الرئيس ياسر عرفات ليل اول من امس التقوا امس فعاليات شعبية وتلقوا تقريراً يفصل الاعتداءات الاسرائيلية بالارقام والوقائع. واستشهد امس شاب فلسطيني قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إنه قُتل برصاص جنود اسرائيليين لدى محاولته مع ثلاثة آخرين وضع عبوة ناسفة قرب الأسلاك الشائكة الفاصلة بين إسرائيل وشمال قطاع غزة. وشيع الفلسطينيون في جنازة حاشدة أمس جثمان الشهيد الملازم في حرس الرئاسة القوة 17 كامل صالح الجمل 29 عاماً الذي سقط خلال قصف مدفعي اسرائيلي وجرح ثلاثة آخرون من رفاقه بشظايا قذائف اطلقتها قوات الاحتلال المتمركزة في محيط مستوطنة "نتساريم" الواقعة جنوب مدينة غزة ليل أول من أمس. ووسط هذه الاجواء المشحونة بالتوتر اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، فور عودته امس من الولاياتالمتحدة الى تل ابيب، انه اتفق والرئيس الأميركي جورج بوش على مبدأ عدم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين "تحت ضغط العنف والارعاب"، وان المفاوضات، في حال استئنافها، ستكون مباشرة وان واشنطن لن تفرض حلولاً على الأطراف. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن قريبين من شارون "اعطى تعليماته لأجهزة الأمن بضرب كبار رجال السلطة الفلسطينية الذين يثبت ضلوعهم في عمليات عدائية".