صرح نائب وزير الخارجية الجورجي سالفا بيشادزه بأنه لا حق للدول التي تضم على اراضيها قواعد عسكرية روسية في القوقاز بأن تتدخل أو تعارض استعانة الدول الأخرى بقوى عسكرية أجنبية. وجاء تصريح بيشادزه خلال رده على سؤال حول اعتراض ارمينيا على طلب اذربيجان اقامة قاعدة عسكرية تركية على أراضيها، الأمر الذي كان بحثه الرئيس حيدر علييف خلال زيارته لأنقرة مع المسؤولين الأتراك، ولم يعلن عنه رسمياً حتى الآن. وتأتي مساعي تركيا لاقامة قاعدة عسكرية في باكو ضمن سياستها التصعيد ضد أرمينيا والحملة التي شنتها الأخيرة لدفع الدول الأوروبية للاعتراف بوقوع مجازر للأرمن في تركيا بداية القرن الماضي، خصوصاً أن أرمينيا أعلنت عن عزمها على توسيع حملتها الديبلوماسية هذه والتحضير للمطالبة بأراض تركية وبعدد من محافظات شرق تركيا، بحجة انها كانت مملوكة للأرمن. وكانت اذربيجان تحتج على الوجود العسكري الروسي والقواعد الروسية في أرمينيا، اذ تتهم باكو روسيا بتسليح الجيش الأرمني في القتال الذي وقع بين أرمينيا وأذربيجان حول اقليم قره باغ. وفي هذا الاطار، تكثف الدول الغربية مساعيها الديبلوماسية لحل الخلاف على قره باغ، فبعدما توصلت محادثات الرئيسين الأرمني والأذري في باريس برعاية الرئيس الفرنسي الى طريق مسدود بداية الشهر الجاري، أعلنت سفارة الولاياتالمتحدة ان علييف وكوتشاريان سيلتقيان مجدداً في ولاية كاليفورنيا الأميركية في الأسبوع الأول من نيسان ابريل المقبل. وذكر بيان صدر عن السفارة بأن الادارة الأميركية تولي قضية قره باغ اهتماماً بالغاً وتسعى الى حلها في أقرب وقت من اجل احلال الاستقرار الدائم في المنطقة. وفي الوقت نفسه، اعتبرت أنقرة هذه المساعي الديبلوماسية التي تتم تحت مظلة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، محاولة لعزل تركيا عن هذا الخلاف وقطع دعمها السياسي لأذربيجان، خصوصاً أن بعض الأحزاب الأرمنية وبينها حزب الطاشناق، طالب بعدم تدخل تركيا في قضية قره باغ وأكد ان تدخل تركيا في هذه القضية قد يدفع الى اندلاع حرب في المنطقة. ويذكر ان تركيا تقوم بتدريب القوات المسلحة الجورجية وتقدم مساعدات فنية وتدريبية للجيش الاذربيجاني في اطار برنامج احتواء حلف شمال الأطلسي لهذه الدول التي تسعى للانضمام اليه. وكان علييف طلب صراحة الانضمام الى الأطلسي هرباً من النفوذ الروسي الذي يزداد في المنطقة، الا ان واشنطن عارضت ذلك بحجة ضعف المؤسسة الديموقراطية في باكو.