أنقرة، تشيسيناو - «الحياة»، رويترز - تخطو تركيا وأرمينيا اول خطوة عملية على طريق تطبيع العلاقات وإنهاء الخلافات القائمة بينهما منذ عقود، من خلال توقيع بروتوكول «خريطة طريق» في مدينة زوريخ السويسرية اليوم. ويحضر مراسم التوقيع وزراء خارجية الولاياتالمتحدة هيلاري كلينتون وروسيا سيرغي لافروف وفرنسا برنار كوشنير، اضافة الى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. ويأتي التوقيع وسط اجواء احتفالية ايجابية، بعد اعلان لافروف ان ارمينيا واذربيجان حققا «تقدماً» في تسوية النزاع بينهما على اقليم ناغورنو قره باخ، بعد لقاء الرئيسين الأذري الهام علييف والأرميني سيرج سركيسيان في العاصمة المولدافية تشيسيناو امس، على هامش اجتماعات منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، ما يسهل مهمة أنقرة في بدء اولى خطوات التطبيع مع يريفان، من دون تعرضها لانتقادات باكو. ولن يكون الاتفاق التركي - الأرميني ساري المفعول، الا بعد مصادقة برلماني البلدين عليه، وهو خلا من أي ضوابط زمنية، محتوياً فقط على مواد تؤكد اتفاق الدولتين على تطبيع العلاقات بهدف اقامة علاقات طبيعية سياسية وديبلوماسية واقتصادية واجتماعية. وجاءت بعض مواد البروتوكول في مصلحة تركيا، خصوصاً تلك التي تؤكد على ضرورة توقف الطرفين عن التحريض على الطرف الآخر، والمادة التي تشير الى احترام الدولتين حدود الدولة الأخرى ووحدة اراضيها، فيما لا يشير البروتوكول في شكل مباشر الى مجازر الأرمن خلال عهد السلطنة العثمانية. وكانت تركيا اشترطت اسقاط هذا الموضوع وإحالته على لجنة مؤلفة من مختصين ومؤرخين لبحثه، ووقف حملات الضغط على الدول الغربية للاعتراف بالمذابح، واعتراف ارمينيا بحدود تركيا الحالية، وهو ما يبدو انه تأمن من خلال بنود البروتوكول. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ربط اكثر من مرة بين موعد مصادقة البرلمان التركي على البروتوكول، وإحراز تقدم في قضية قرة باخ بين اذربيجان وأرمينيا. في المقابل، يواجه سركيسيان معارضة قوية من حزب «الطاشناق» القومي الأرميني والذي يرفض بنود البروتوكول مهدداً بحض البرلمان على رفض المصادقة عليه. وفي خطوة تمهد لتسهيل تطبيق الاتفاق بين تركيا وأرمينيا، أعلن لافروف بعد اجتماع علييف وسركيسيان مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في تشيسيناو ان «تسوية (نزاع) ناغورنو قره باخ أمر رئيسي. ثمة تقدم يتحقق خطوة خطوة، والمواقف تقترب اكثر مع كل لقاء». وكان علييف وسركيسيان التقيا ثلاث ساعات و20 دقيقة في مقر إقامة السفير الأميركي لدى مولدوفيا امس. وقال السفير الأميركي روبرت برادكي إن الاجتماع «واصل حركة إيجابية في المناقشات. كانت المناقشات جادة وبناءة. اتفقا على الاجتماع مجدداً في المستقبل القريب». وكان دعم يريفان انفصاليي قره باخ الأرمينية في اذربيجان الذي يتحدث سكانه اللغة التركية، فاقم الخلاف القائم اصلاً بين أنقرة ويريفان. وأغلقت حينها تركيا حدودها مع ارمينيا. وأعلن القادة الأتراك ان الحدود لن تفتح مجدداً، طالما لم تسحب ارمينيا قواتها من تلك المنطقة.