في سابقة قد تسجل في تاريخ الديبلوماسية، وجهت باكو دعوة إلى الرئيس الأرمني روبرت كوتشاريان، ثم تمنت عليه... أن يرفض تلبيتها. وكان الرئيس الأذربيجاني حيدر علييف وجه دعوات إلى قادة 40 دولة أوروبية وآسيوية للمشاركة في مؤتمر ينظم في باكو بدعم من الاتحاد الأوروبي تحت عنوان "طريق الحرير العظيم" للنظر في إقامة شبكة مواصلات تربط آسيا بأوروبا عبر القوقاز. وأكدت عاصمتا البلدين نبأ الدعوة، ونقلت الوكالات عن مصادر حكومية في باكو أن قمة يمكن أن تعقد على هامش المؤتمر لبحث مشكلة قره باخ. ولم يقم أي رئيس أرمني بزيارة باكو منذ عشر سنوات، حينما بدأ النزاع على منطقة قره باخ الجبلية التي أعلن سكانها الأرمن انفصالهم عن أذربيجان وشكلوا "جمهورية مستقلة"، أصبح كوتشاريان أول رئيس لها، بعد أن كان قاد العمليات العسكرية التي أدت إلى سيطرة الأرمن على زهاء 20 في المئة من الأراضي الاذربيجانية. وإثر استقالة الرئيس السابق ليفون تير بتروسيان وتولي كوتشاريان زمام السلطة في يريفان، توقع المراقبون تأزماً في علاقاتها ما باكو، لذا فإن نبأ الدعوة أثار ردود فعل واسعة في البلدين. وأعلن المكتب الصحافي للرئيس الأرمني أن يريفان ستشارك في مؤتمر باكو ولكن "مستوى التمثيل سيحدد لاحقاً". إلا أن مستشار الرئيس للشؤون السياسية واهان اوانيسيان، وهو زعيم حزب "الطاشناق" الذي كان متحالفاً مع كوتشاريان في قره باخ، عقد مؤتمراً صحافياً ذكر خلاله أنه "لم ينصح" الرئيس بزيارة باكو، وقال إن أذربيجان "بلد غني بالمفاجآت ... ويصعب التنبؤ بما يمكن أن يحصل فيه". ولم يتأخر الرد الاذربيجاني طويلاً، إذ أن وكالة "انترفاكس" نقلت من باكو عن "مصادر مقربة من القيادة الاذربيجانية" أن باكو "تأمل أن لا يقبل كوتشاريان الدعوة". وأضاف انها الدعوة وجهت "تماشياً مع العرف الديبلوماسي". وفي تحذير إلى الرئيس الأرمني، قال المصدر إن وصول كوتشاريان إلى باكو، حيث يوجد زهاء مليون لاجئ شردهم الأرمن من أراضيهم سيكون "غير مريح له وللقيادة الأذرية". واتهم كوتشاريان بأنه يمثل "حزب الحرب". وقال إن لدى الأجهزة المختصة معلومات عن تورطه في عمليات ارهابية داخل الأراضي الاذربيجانية.