} فتح المقاتلون الألبان جبهة جديدة غرب مقدونيا في وقت تحرك الجنود اليوغوسلاف لأخذ المواقع المحددة لهم في المنطقة العازلة، على رغم التوقعات بتعرضها الى هجمات الألبان وانهيار وقف النار "الهش" جنوب صربيا، فيما بدت واشنطن قلقة من توسيع دورها في ازمة البلقان. أفاد نائب رئيس الحكومة الصربية نيبويشا تشوفيتش انه بدأ أمس، تنفيذ اتفاق الجيش اليوغوسلافي مع قوات حفظ السلام كفور في شأن "تنظيم الوجود العسكري لبلغراد جنوب صربيا، بشكل يوفر الثقة بين كل الأطراف". وأشار الى أن وحدات من الجيش اليوغوسلافي والشرطة الصربية "تحركت نحو المواقع المحددة لها القريبة من حدود مقدونيا، كمرحلة أولى للانتشار التدريجي في غالبية الأراضي الصربية التي تقوم فيها المنطقة العازلة المحيطة بكوسوفو". وأضاف تشوفيتش أنه بموجب الاتفاق "بدأ سحب أسلحة الجيش اليوغوسلافي الثقيلة الموجودة في بلديات بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا". وإلى ذلك، أكد قائد قوات حفظ السلام في كوسوفو الجنرال كارلو كابيجوزو انه أصدر أمراً يسمح للوحدات اليوغوسلافية بتولي مهماتها المتفق عليها في جزء من المنطقة العازلة". ومن جانبه أكد رئيس بلدية بريشيفو الألباني رضا حليمي انه لا يثق بجدوى الاتفاق العسكري بين كفور والجيش اليوغوسلافي في "توفير الأمن" جنوب صربيا. وأضاف أنه أبلغ بلغراد ان دخول قواتها المنطقة العازلة "ينطوي على مخاطر وأضرار ينبغي تجنبها" مشيراً الى أن تراجع بلغراد عن إرسال الجنود الصرب الى هذه المنطقة "يمثل قراراً حكيماً". واعترف وزير الدفاع اليوغوسلافي سلوبودان كرابوفيتش بعدم وجود ضمانات من أي جهة بخصوص عدم تعرض الجنود اليوغوسلاف الى هجمات الألبان. وفتح الألبان جبهة جديدة في غرب مقدونيا في وقت استمرت المعارك العنيفة شمال البلاد، حيث عجزت القوات المقدونية في تنفيذ خططها بالتقدم نحو قرية غوشينتسي بسبب المواقع الحصينة للمسلحين في الغابات المحيطة بها. وعرضت محطات التلفزيون المقدونية صوراً لتحركات الجنود والشرطة المقدونيين غرب البلاد شمال غربي مدينة تيتوفو الألبانية الرئيسية حيث كانت تسمع أصوات الأسلحة الرشاشة الكثيفة. وأفاد الناطق باسم وزارة الداخلية المقدونية ستيفو بينداروفسكي، في مؤتمر صحافي في مبنى البرلمان حضرته "الحياة" أن الإرهابيين سيطروا على ثلاث قرى هي: سيلسي وجيرمي وغايري، تبعد حوالى سبع كيلومترات عن شمال غربي تيتوفو". وأضاف ان مجموعات البانية مسلحة "أطلقت النار على مراكز الشرطة في ضواحي تيتوفو". وقال: "لدينا أخبار سيئة جداً، ولكن لا توجد حتى الآن معلومات وافية عن الإصابات". وفي الوقت نفسه، قامت تظاهرة صاخبة في مدينة تيتوفو امس، مطالبة بتحويل مقدونيا الى دولة اتحادية تتكون من شعبين احدهما الباني والآخر مقدوني. وحمل المتظاهرون شعارات ويافطات نددت بأوصاف "الإرهابيين" التي تطلقها وسائل الإعلام المقدونية على الألبان. وفي تيرانا، التقى رئيس الوزراء الألباني ايلير ميتا امس الزعيمين الألبانيين: المقدوني ابرن جعفيري والكوسوفي هاشم ثاتشي المتحالفين وحضهما على عدم تأييد المقاتلين في مقدونياوجنوب صربيا. لكن ثاتشي، بحسب التلفزيون المقدوني، اكد تأييده لمطالب المقاتلين "الشرعية" في المنطقة، والتي منها تحويل مقدونيا الى النظام الفيديرالي.