التفوق الاسباني والانكليزي في البطولتين الاوروبيتين لكرة القدم، ابطل المزاعم التي اشارت طويلاً الى ان المسابقات المحلية الايطالية هي الاقوى على الاطلاق. والدليل ان الدورين ربع النهائي من دوري الابطال ونصف النهائي من كأس الاتحاد سيشهدان مشاركة تسعة فرق من اسبانيا وانكلترا، في الوقت الذي تغيب الفرق الايطالية كلياً عن المسابقتين. وعكس تأهل فرق ريال مدريد وفالنسيا وديبورتيفو لا كورونيا الاسبانية ومانشستر يونايتد وارسنال وليدز الانكليزية الى الدور ربع النهائي من دوري ابطال اوروبا الى جانب بايرن ميونيخ الألماني وغلطة سراي التركي، ووصول برشلونة والافيس الاسبانيان وليفربول الانكليزي الى نصف نهائي كأس الاتحاد مدى قوة الكرتين الاسبانية والانكليزية... ولو عرفنا ان الفريقين الاسبانيين الاخيرين اقصيا مواطنيهما سيلتا فيغو وفاليكانو، لتبينا مدى التفوق الاسباني الحالي. واذا كان الدوري الايطالي صاحب السمعة العالية يضم الكثيرين من نجوم العالم، فان خروج كل ممثليه من المسابقتين الاوروبيتين دليل دامغ على تدني هذه السمعة وعلوها لحساب اسبانيا وانكلترا التي ابهرت فرقها الجميع ونالت استحسانهم من خلال الادوار السابقة للبطولتين القاريتين. وخرج فريق رونالدو وكريستيان فييري انتر ميلان من الدور الاول، وتبعه ميلان ولاتسيو من الدور الثاني بعد ان قدما عروضاً متواضعة ان لم تكن مخزية، وبالتالي ستخلو مسابقة دوري الابطال في المراحل المقبلة من المذاق الايطالي للمرة الأولى منذ سنوات طوال لأن ممثلاً لها ما بين ميلان ويوفنتوس ظهر باستمرار في المباراة النهائىة لهذه البطولة من عام 1993 الى عام 1998، كما ان فرقها حققت اللقب تسع مرات. يذكر ان فرق بارما وروما وانتر ميلان ويوفنتوس واودينيزي وفيورنتينا فشلت في التأهل الى الدور ربع النهائي من كأس الاتحاد. القمة اسبانية - انكليزية وانفردت الفرق الانكليزية والاسبانية بالساحة، مع وجود تشابه كبير بين المتأهلين من كل منهما، فحامل اللقب ريال مدريد يقابله بطل الموسم قبل الماضي مانشستر يونايتد وكلاهما يعتلي صدارة الترتيب محلياً، وربما يكون الفارق الوحيد بينهما يكمن في ان النادي الانكليزي الاثرى في العالم لا يستطيع مجاراة نظيره الاسباني في سوق انتقالات اللاعبين فيغو 67 مليون دولار او في دفع اجورهم. لكنه يملك الاسلحة الكافية لتحقيق اهدافة متمثلة في بيكهام وغيغز وكول وكين وسكولز. والتشابه الثاني هو بين ارسنال وفالنسيا كونهما ليسا في عراقة الناديين السابقين الا انهما ذاقا طعم الانتصارات وجنيا الخبرة في السنوات الاخيرة من جراء مشاركاتهما في هذه المسابقة. فالأول بفضل خبرته والحظ تأهل، ويتوقع ان يظهر مغايراً في الدور المقبل بعد عودة لاعبيه المصابين وخصوصاً الى الخط الخلفي الذي مثل احد نقاط ضعفه على غير عادته، وعلى عسكه ظهر فالنسيا صلباً في الدفاع ودخل مرماه 6 أهداف في 12 مباراة وتألق الرباعي مندييتا وايمار وكارو وكيلي غونزاليز في الخطوط الامامية، وأثبت مدربه هيكتور كوبر حنكته وأبطل سر اهتمام نخبة الاندية الاوروبية بالتعاقد معه. والتشابه الثالث بين الجديدين نسبياً ديبورتيفو لا كورونيا وليدز، وجمعهما اللعب القوي والصلب وعدم الاستسلام. فديبورتيفو حقق المفاجأة عندما قلب تأخره امام باريس سان جيرمان الفرنسي صفر-3 وفاز 4-3، ثم ذهب الى ميلانو وانتزع نقطة التأهل من فم اصحاب الارض بشجاعة واستبسال، والوصف ذاته ينطبق على ليدز الذي خسر مباراتي الافتتاح في الدورين الاول والثاني صفر-4 امام برشلونة وصفر-2 امام ريال مدريد، لكنه عاد بعروض قوية وتأهل الى الدور ربع النهائي. الدوري الأفضل تميل الكفة الى مصلحة الدوري الاسباني "لا ليغا"، بوصفه الافضل في العالم حالياً. وفضلاً عن تألق فرقه في الموسم الحالي فإن فرقه الاربعة التي شاركت الموسم الماضي في دوري الابطال تأهلت الى ربع النهائي وانتقل 3 منها الى نصف النهائي، فيما كان النهائي اسبانياً خالصاً. وبمقارنته مع ال"بريميرشب" الانكليزي فإن الصراع على احراز اللقب محلياً لا يزال مفتوحاً على مصراعيه بين ريال وديبورتيفو وفالنسيا وبرشلونة، فيما حسم مانشستر يونايتد اللقب منذ اسابيع طويلة. وللدوري الاسباني اليد الطولى في جذب النوعية العالية من اللاعبين الاجانب بفضل آلية العلاقات الخارجية ومهارة الكشافين حول العالم، كما ان طبيعة البلد الحارة تناسب المواهب اللاتينية وفي مقدمهم البرازيليون روبرتو كارلوس وريفالدو وبابلو ايمار ودجالمينيا وتناسبهم الحياة الاسبانية اكثر من برد مانشستر او ضباب لندن. ووجود بعض نجوم العالم في الدوري الانكليزي اتسم دائماً بالمرور عبر ايطاليا او اسبانيا... والفرنسي تييري هنري الذي جلس على مقاعد احتياطي يوفنتوس قبل ان يتألق في شمال لندن مع ارسنال، مثال حي على ذلك. والكرة الاسبانية اقرب وأسرع الى ضم نجوم اوروبا الشرقية مثل السلوفيني زلاتكو زاهوفيتش، في حين تحصل الاندية الانكليزية على "العواجيز" منهم مثل الكرواتي دافور سوكر الذي فشل مع ارسنال ووست هام بعد ان قضى اروع سنواته الكروية مع ريال مدريد واشبيلية الاسبانيين، علماً ان نجوم اسكندينافيا تكون انكلترا وجهتهم الأولى. وفنياً، تتمتع الفرق الاسبانية بتوازن في صفوفها، وهي تميل الى استخدام المهارات الفردية اكثر من الانكليزية التي تتفوق في الاعتماد على اللياقة البدنية العالية على حساب المهارات.