ألقت السلطات المصرية القبض على نجل الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن أثناء محاولته دخول البلاد. وكشف محامي "الجماعات الإسلامية" في مصر السيد منتصر الزيات أن رجال أمن أوقفوا محمد مدحت مرسي عمر في مطار القاهرة قبل أيام وأخضعوه لتحقيق بعدما شكوا في شخصيته لقيامه باستخدام جواز سفر لدولة عربية ثم نقلوه إلى جهة غير معلومة. وقال الزيات ل"الحياة": إن "موكله هو ابن مدحت مرسي عمر المعروف في أوساط الأصوليين باسم "أبو خباب" الذي تعتبره السلطات المصرية الرجل الثالث في "القاعدة". ومعروف أن "ابو خباب" مهندس كيماوي من محافظة الاسكندرية الساحلية وحاصل على بكالوريوس العلوم من جامعتها. وكان غادر مصر في الثمانينات وجال بين دول عدة إلى أن استقر في افغانستان حيث عمل خبيراً في المتفجرات مستغلاً خبراته الدراسية، وتعاون مع منظمات أصولية عدة اتخذت من الأراضي الأفغانية طوال الثمانينات حتى أوائل التسعينات مركزاً لها. ووفقاً للمعلومات المصرية فإن أبو خباب انضم رسمياً في منتصف التسعينات إلى "القاعدة"، ومكنته كفاءته العالية في تدريب الاصوليين من ارتقاء السلم التنظيمي حتى صار الرجل الثالث فيه بعد ابن لادن ومساعده صبحي أبو سنة المعروف باسم "أبو حفص المصري" الذي يتولى قيادة العمل العسكري للتنظيم. واستبعد الزيات أن يكون للإبن علاقة بنشاط والده أو أن يكون اضطلع بأي دور فى العمليات التي نفذها اصوليون راديكاليون داخل البلاد خلال عقد التسعينات. مشيراً إلى أن موكله يبلغ 21 عاماً قضى أكثر من نصفها خارج مصر، وأنه حاول قبل سنوات استخراج جواز سفر من السفارة المصرية في باكستان إلا أن طلبه رفض. وأكد أنه كان ينوي العودة إلى مصر بشكل طبيعي بعدما تأكد أن كل قضايا العنف الديني التي نظرت أمام محاكم عسكرية ومدنية مصرية في السنوات الماضية خلت من اسمه. واضاف الزيات أنه قدم طلباً إلى النائب العام للوقوف على الإجراءات التي اتخذت مع عمر منذ القبض عليه والمكان الذي يحتجز فيه حالياً بعد ما تبين أنه لم يدخل إلى أي من السجون المصرية، كما تضمن الطلب ضرورة السماح له بحضور التحقيقات مع موكله عند بدء النيابة التحقيقات معه. وبرز اسم "أبو خباب" بشدة في شهر تشرين الأول اكتوبر من العام الماضي حينما ترددت معلومات اميركية عن تورطه في عملية تفجير المدمرة "كول"، في ميناء عدن من خلال تدريب عناصر إسلامية على عمليات التفجير والهجمات الانتحارية. ويعتقد أن "أبو خباب" تعاون لسنوات مع تنظيمات اسلامية راديكالية مختلفة، ولكن العلاقة بينه وبين ابن لادن وزعيم "جماعة الجهاد" المصرية الدكتور أيمن الظواهري توطدت في منتصف التسعينات ثم اضطلع بمهمة تدريب عناصر "القاعدة" بعد مقتل القائد العسكري السابق للتنظيم علي الرشيدي المعروف باسم "أبو عبيدة البنشيري" الذي مات غرقاً في إحدى البحيرات الافريقية منتصف التسعينات. وورد اسم "أبو خباب" ضمن قضية تحقق فيها نيابة أمن الدولة العليا وتضم كل قادة وأعضاء الحركات الاصولية الراديكالية المقيمين في الخارج باعتبارهم محركي أحداث العنف التي وقعت في البلاد في السنوات الماضية، ولم تغلق التحقيقات التي فتحت في القضية في نهاية العقد الماضي بعد، ويرجح أن تضاف إلى لائحة الاتهام فيها العناصر التي تتسلمها مصر من الخارج كل فترة.