علمت "الحياة" أن التحقيقات التي تجريها أجهزة أمنية مصرية مع أصولي سلمته تنزانيا الى السلطات المصرية الاحد الماضي كشفت تفاصيل عن علاقته بأسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري، ومعلومات عن الافغان العرب الذين لا يزالون داخل الاراضي الافغانية وآخرين انتشروا في دول عدة. وذكرت مصادر مصرية مطلعة أن محمد سيد أحمد 44 عاما أدلى باعترافات تفصيلية عن قادة أصوليين التقاهم في افغانستان ودول أخرى، وتحدث عن خطط كان هؤلاء يعدون لها في أكثر من بلد. وكانت الشرطة التنزانية أوقفت أحمد في 21 ايلول سبتمبر 1998 للاشتباه في تورطه مع التنزاني رشيد صالح أحمد في تفجير السفارة الاميركية في دار السلام في 7 آب اغسطس 1998 والذي اسفر عن مقتل 11 تنزانياً وجرح أكثر من 40 آخرين، وهو الحادث الذي تزامن مع تفجر السفارة الاميركية في نيروبي وأسفر عن 213 قتيلاً ونحو خمسة آلاف جريح. وأمر قاض تنزاني الخميس الماضي بإطلاق الاصولي المصري بعدما أسقط التهم الموجه إليه، لكن السلطات هناك احتجزته حتى مساء الاحد عندما اقتاده رجال أمن تنزانيون الى طائرة مصرية وسلموه الى ضباط مصريين اصطحبوه الى القاهرة. وقالت المصادر ل "الحياة" إن التحقيقات اثبتت ان أحمد ينتمي الى مدينة الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية شمال العاصمة وأنه بدأ التزامه الديني في نهاية السبعينات لكن لم تربطه صلات بتنظيمات أو جماعات جهادية، وأنه تحاشى إنشاء علاقات مع عناصر تنتمي الى "جماعة الجهاد" في الخانكة ليتفادى الملاحقات الأمنية. واضافت أن الأصولي غادر مصر في نهاية الثمانينات وتوجه إلى العراق مستغلاً رحيل أعداد كبيرة من المصريين الى ذلك البلد بدافع البحث عن فرص عمل هناك وأقام لفترة في بغداد ثم انتقل الى الاردن ومنها توجه الى افغانستان حيث شارك في القتال الى جانب المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال السوفياتي، مشيرة الى أن أحمد تردد على معسكرات أقامها ابن لادن والظواهري داخل الاراضي الافغانية حيث التقى فيها قادة آخرين من جنسيات عربية مختلفة وأنه رفض أن ينضم الى أي تنظيم أو يبايع ابن لادن أو الظواهري وأبلغهم رغبته في التعاون مع الحركات الاصولية الجهادية من دون أن يحسب على أي منها. وذكرت المصادر أن أحمد رحل بعد انتهاء الحرب الى افريقيا وتردد على دول عدة فيها وظلت العلاقات قائمة بينه وبين ابن لادن والظواهري عبر وسطاء وأنه اضطلع بتأسيس قواعد للتنظيم في تنزانياوكينيا والصومال، وأنه التقى في كينيا قبل أربع سنوات الاصولي المصري علي الرشيدي الذي عُرف باسم "ابو عبيدة البنشيري" الذي كان يعد القائد العسكري لتنظيم "القاعدة" وأطلعه على جهوده في تأمين المأوى لأعداد من الافغان العرب لجأوا الى دول افريقية عقب خروجهم من افغانستان. ومعروف أن الرشيدي مات غرقاً في بحيرة فيكتوريا في منتصف 1996. وذكرت المصادر أن أحمد لم يلعب دوراً مباشراً في تفجير السفارة الاميركية في تنزانيا بعدما فضّل مخططو العملية عدم الاستعانة به لاعتقادهم أن الاستخبارات الاميركية قد تكون جمعت معلومات عنه وعلمت بصلاته بابن لادن والظواهري، وأشارت إلى أن ذلك يفسر عدم إدانته من المحكمة التنزانية وكذلك عدم ترحيله الى أميركا. وأوضحت المصادر أن الأصولي المصري سيحال لاحقا على نيابة أمن الدولة لتباشر معه تحقيقات عن الوقائع التي اعترف بها ومدى مساهمته في تسهيل عمليات العنف التي وقعت داخل مصر منذ بداية 1992 وحتى نهاية 1997، موضحة أن أعداداً من قادة الاصوليين، ممن خلت لوائح الاتهام في قضايا العنف الديني التي نظرت أمام محاكم عسكرية ومدنية مصرية خلال السنوات الماضية، استخدموا اسماء حركية اثناء وجودهم في الخارج مما حال دون اثبات تهم محددة اليهم في تلك القضايا. وأكدت المصادر أن أحمد استخدم اسم مصطفى محمود في تنقلاته بين دول عدة وأن أصوليين مصريين التقوه في افريقيا وتعاملوا معه بذلك الاسم ولم يكونوا على علم باسمه الحقيقي