علمت "الحياة" أن السلطات المصرية سلمت أجهزة التحقيق الاميركية معلومات عن المسؤول العسكري لتنظيم "القاعدة" المعروف باسم "ابو حفص المصري" تضمنت النشاطات التي قام بها قبل مغادرته مصر في نهاية الثمانينات واعترافات أدلى بها أصوليون تسلمتهم مصر من دول عدة في الأشهر الماضية حول الأدوار التي قام بها في الخارج. وكانت صحيفة "الأهرام" شبه الرسمية كشفت أمس أن الاسم الحقيقي للمصري هو صبحي أبو ستة. وكانت أجهزة التحقيق الاميركية اتهمته بالضلوع في عمليتي تفجير سفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام في آب اغسطس الماضي وأعلنت أن اسمه هو محمد عاطف. وقالت مصادر مصرية مطلعة لپ"الحياة" إن أبو ستة ينتمي الى إحدى محافظات الوجه البحري وأن اسمه كاملا هو صبحي عبدالعزيز أبو ستة، وأنه لم ينخرط في نشاطات تابعة للحركات الإسلامية الراديكالية قبل خروجه من مصر. غير أنه كان يحمل فكر "الجهاد" من دون أن يكون له دور مؤثر في تنظيمي "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" اللذين كانا يعملان على الساحة في الثمانينات. وذكرت المصادر أن المعلومات عنه تضمنت أن أبو ستة غادر مصر العام 1989 واتجه الى مدينة بيشاور في باكستان والتقى هناك الدكتور سيد عبدالعال المعروف باسم "الدكتور فضل" الذي كان يعد أميراً لتنظيم "الجهاد" قبل أن يتوارى عن الانظار بعدها بسنوات. وتابعت ان أبو ستة تعرف بعدها على اسامة بن لادن وانضم مباشرة الى "القاعدة" بعدما أعلن الدكتور أيمن الظواهري تأسيس جماعة "الجهاد" إثر خلاف دب بينه وبين عبدالعال. وأضافت أن أبو ستة أشرف على معسكرات أقامها ابن لادن داخل افغانستان مع علي الرشيدي المعروف باسم "أبو عبيدة البنشيري" والذي كان يعد المسؤول العسكري لپ"القاعدة". وأشارت الى أن وفاة الرشيدي غرقاً عام 1996 في بحيرة فيكتوريا اثناء مهمة كان يقوم بها قبل نحو سنتين هناك لتأسيس قواعد للتنظيم في افريقيا مهّد الطريق امام أبو ستة لتولي مسؤولية الإشراف على النشاط العسكري لپ"القاعدة". واشارت المصادر الى أن متهمين سُلموا الى مصر أخيراً أدلوا بتفاصيل عن علاقة أبو ستة بكل من ابن لادن والظواهري، وذكروا أن السنوات الماضية شهدت تقارباً شديداً بين الثلاثة في ظل حرص قادة تنظيم "الجماعة الإسلامية" الموجودين في افغانستان على الاستقلالية والبعد بتنظيمهم عن الدخول في جبهات تجمعهم مع "القاعدة" و"الجهاد". ومعروف أن نيابة أمن الدولة العليا في مصر تحقق حالياً في قضية تحمل الرقم 502 "حصر أمن دولة"، جاء ابن لادن والظواهري وابو ستة ومسؤول مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" رفاعي أحمد طه ضمن لائحة الاتهام فيها. كما يخضع نحو 70 أصولياً بينهم نحو 15 شخصاً تسلمتهم مصر من الخارج خلال الشهور الأربعة الماضية، لتحقيقات النيابة العسكرية في قضية "العائدون من البانيا". وكان مسؤولون مصريون واميركيون أكدوا وجود تعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب. ويتهم الاصوليون المصريون أميركا بشن حملة ضدهم ومطاردة عناصرهم.