تنقسم حالات العنف في المدارس في مصر الى ثلاثة أنواع: على المدرس، واعتداء التلامذة على بعضهم بعضاً. ففي عام 1999، سجلت 90 حالة اعتداء على مدرسين من قبل تلامذتهم. واتخذ حينذاك وزير التربية والتعليم كامل بهاء الدين اجراءات صارمة، اذ فصل التلامذة ال90 نهائياً من مدارسهم وفي الوقت نفسه أصدر الوزير قراراً يمنع الاعتداء على التلاميذ في المدارس "حرصاً على حالتهم النفسية". وفي السنتين الاخيرتين، ازداد عدد الحالات التي يضرب فيها المدرس تلامذته. فهنا مدرس يصيب تلميذاً في عينه لتعثره في الإجابة عن سؤال، وآخر يعتدي بالضرب على زميلته ويمزق ملابسها أمام التلاميذ في احدى المدارس بحي امبابة الشعبي بالقاهرة حيث كان المدرس يجبر التلاميذ على تلقي دروس خصوصية، وسبق ان هددها بالضرب إذا لم تكف عن تقديم النصائح للتلاميذ بعدم الاعتماد على الدروس الخصوصية. ومدرسة خُصم شهرين من راتبها بعد ان ضربت تلميذاً حتى أغمي عليه. ومدرس يحكم عليه بالاشغال الشاقة المؤبدة ل"هتكه عرض تلميذاته". ويرى عضو مجلس الشعب عبدالمقصود سنو "ان هناك صلة بين حوادث العنف في المدارس وظاهرة الدروس الخصوصية". ويشير الى "ان بعض المدرسين يلجأون الى الضرب لإجبار التلاميذ على الدروس الخصوصية". وفي حادثة جرت السنة الماضية، قام مدرس بضرب احد التلاميذ بسبب تأخره عن سداد قيمة الدروس الخصوصية مما أدى فقدانه البصر. ويربط وزير التعليم كامل بهاء الدين أيضاً بين حوادث اعتداء المدرسين على التلامذة والدروس الخصوصية: "الدروس الخصوصية تجارة حجمها 6 مليارات جنيه بتقديري أنا شخصياً". البروفيسور في علم الاجتماع والمتخصص في الاضطرابات السلوكية في الجامعة الأميركية في القاهرة د. جواد فطاير يعتبر ان أخطر حالات العنف التي تجري في المدارس هي حالات العنف بين التلامذة أنفسهم، ويعتبر ان هذه الظاهرة الخطيرة موجودة في المدارس الحكومية وتزيد نسبياً في المناطق الشعبية. ويعدد فطاير ل"الحياة" أسباب هذه الظاهرة ومن ضمنها كثرة عدد التلاميذ في الفصل، والفقر، وعدم الانضباط في المدرسة وهذا يؤدي الى حالتين يكون التلميذ فيهما اما الضحية أو المعتدي.