توصلت السلطات اليمنية الى اتفاق غير معلن مع مساعد المنسق الاميركي لمكافحة الارهاب في الخارجية الاميركية ادمون جي هال الذي يزور اليمن حالياً، يقضي بتشكيل فريق اميركي - يمني مشترك لملاحقة المتهم الرئيسي في تدبير الهجوم الانتحاري على المدمرة الاميركية "كول" في عدن في 12 تشرين الاول اكتوبر الماضي، والمتهم الثاني مهندس التفجيرات محمد عمر الحرازي الصعفاتي اللذين فرّا الى خارج اليمن قبل ايام من تنفيذ العملية، كذلك المشاركة في التحقيق معهما فور القبض عليهما واطلاع السلطات اليمنية على الاجراءات والتحريات التي تقوم بها دوائر التحقيق الاميركية، في مقابل موافقة السلطات اليمنية على تأجيل احالة ملف القضية واربعة متهمين الى المحاكمة الى حين استكمال عملية القبض على المتهمين الفارين. واكدت مصادر امنية يمنية ل"الحياة" أن نتائج التنسيق المشترك بين فريقي التحقيق اسفرت عن تحديد المواقع التي يوجد فيها المتهمان، الصعفاتي والآخر الذي لم يكشف عن اسمه لكن عُرف انه من مواليد عدن. ورفضت المصادر الإفصاح عن المواقع او الدول التي لجأ اليها المتهمان بعد فرارهما "حرصاً على سير التحقيقات". واشارت الى ان فريقاً اميركياً يعنى بمكافحة الارهاب سيصل الى صنعاء قريباً لإنهاء كل الترتيبات في ضوء ما تم التوصل اليه بين السلطات اليمنية ومساعد المنسق الاميركي لمكافحة الارهاب، الذي اجرى سلسلة محادثات مع المسؤولين اليمنيين وتحديداً في المؤسسة الامنية عقب لقاء مع الرئيس علي عبدالله صالح قبل ايام. ولفتت المصادر الى ان اثنين من موظفي مكتب الاحوال المدنية في محافظة لحج، هما خالد العرو وعمر اليماني، أُطلقا بعد اعتقالهما للاشتباه في تورطهما بتزوير بطاقة هوية شخصية باسم المتهم محمد عمر الصعفاتي الحرازي احد أبرز المتهمين في تفجير المدمرة. وقالت المصادر انه تم الابقاء على موظف ثالث هو مراد السروري اذ اتُهم بتزوير هويات لمنفّذي الحادث. وكشفت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، ان المتهم الثالث في التفجير محمد محمد الأهدل ينتمي الى جماعة "الجهاد" اليمنية منذ عام 1990 وهو من ابناء محافظة الحديدة غرب العاصمة صنعاء ويبلغ 30 عاماً، وتم القبض عليه في كانون الاول ديسمبر الماضي ومعه شخص آخر هو محمد احمد جعفر الطير الذي ينتمي الى التيار نفسه. وكان الاهدل يعمل موظفاً في مكتب الاحوال المدنية في محافظة عدن قسم اصدار البطاقات الشخصية، واعتقلته السلطات الامنية مرات عدة للاشتباه بتورطه في حوادث تفجير في عدن وأبين نفّذتها عناصر اسلامية متطرفة خلال الاعوام الخمسة الماضية، غير ان السلطات أفرجت عنه لعدم كفاية الأدلة، وقُبض علىه عام 1998 بتهمة تزوير بطاقات هوية ثم أُطلق بعد 3 اشهر للسبب نفسه عدم كفاية الأدلة، كما انه غادر اليمن الى كوسوفو عبر تركيا وله علاقات بعناصر متطرفة خارج اليمن. وعلمت "الحياة" أن ملفات 8 متهمين في حادث "كول" استكملت اجراءاتها وكانت جاهزة لإحالتهم الى النيابة العامة تمهيداً لمحاكمتهم، غير ان الاتفاق مع الجانب الاميركي أرجأ هذه الإحالة. وبموجب هذا الاتفاق ستوسّع دائرة التحقيقات والتحريات لتشمل دولاً عدة يُشتبه بوجود قنوات اتصال فيها بين منفّذي حادث "كول" وعناصر تعيش في هذه الدول، ومنها باكستان وافغانستان والاردن واريتريا وبريطانيا، اذ حصلت الاجهزة الامنية اليمنية على معلومات مهمة عن وجود عناصر تنتمي الى "الجهاد" و"جيش عدن - أبين" تحظى بدعم جماعات متطرفة تقيم في بريطانيا. وفي هذا السياق اكد وزير الداخلية اليمني اللواء حسن محمد عرب، في تصريحات نشرتها امس صحيفة "26 سبتمبر" الحكومية، ان الاجهزة اليمنية لاحقت اثنين من المتهمين في حادث "كول" خارج اليمن احدهما من مواليد صنعاء والآخر من مواليد عدن، بمساعدة بعض "الاصدقاء". وقال ان المتهم الرئيسي في الهجوم على المدمرة "كول" هو من مواليد عدن الى جانب المتهم "الصعفاتي" المُعلن عنه في وقت سابق. واشار الى ان فريقاً من المحققين توجه اخيراً الى بريطانيا والمانيا لاستكمال معلومات متصلة بقضية تفجير المدمرة وطرح استفسارات على البحارة الذين كانوا على متنها. واكد اللواء عرب بأن مسؤولاً بريطانياً من جهاز مكافحة الارهاب سيصل الى صنعاء الاحد المقبل للبحث مع السلطات الامنية في آخر تطورات التحقيق، وقال عرب ان البريطانيين أبدوا تفهماً للطرح اليمني المتعلق بالعناصر "الارهابية" الموجودة في بريطانيا في اشارة الى زعيم "انصار الشريعة" ابو حمزة المصري الذي تتهمه السطات اليمنية بدعم بعض الجماعات المتطرفة للقيام بتنفيذ عمليات ارهابية في اليمن.