كشفت مصادر أمنية يمنية ل"الحياة" أمس محاولة لتفجير منزل وزير الداخلية اليمني اللواء حسين محمد عرب، جرت أواخر شهر رمضان الماضي وفشلت بعدما اكتشفت عبوة تزن 10 كيلوغرامات من مادة "سيمتكس" شديدة الانفجار زرعت في محيط منزله. واعترف منفذو التفجيرات الأخيرة في عدن بأنهم وراء زرع المتفجرات بالقرب من منزل الوزير في صنعاء وبالهجوم الأخير على السفارة البريطانية في العاصمة. في الوقت نفسه أكدت المصادر نفسها ان التحقيقات مع المتهمين الستة بالتورط في الهجوم على المدمرة الأميركية "كول" في عدن لا تزال مستمرة، مستبعدة اجراء محاكمة للمتهمين قبل نهاية الشهر الجاري. إذ يضغط المحققون الأميركيون لاعادة التحقيقات مع المتهمين الستة من بدايتها، وبمشاركة غير مباشرة مع المحققين اليمنيين وفي ضوء الأسئلة التي يقترح فريق ال"اف بي آي" طرحها على المتهمين. ويشارك الفريق أيضاً في استجواب نحو 30 شاهداً في القضية. وقالت المصادر الأمنية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها ان لدى اجهزة الأمن اليمنية معلومات مؤكدة عن قيام العشرات من عملاء الاستخبارات الأميركية من جنسيات عربية مصرية ولبنانية وجزائرية وفلسطينية، بالاضافة الى عملاء يمنيين، بحملة استقصاءات غير مباشرة في اليمن، وقابل هؤلاء العملاء شخصيات من مختلف الاتجاهات الاسلامية والقبلية والسياسية والصحافية في مختلف المحافظات لمصلحة الاستخبارات الأميركية، وفي اطار جهاز مكافحة الارهاب. ولفتت المصادر الى أن هؤلاء العملاء العرب والأجانب دخلوا اليمن في زيارات سياحية وتوافدوا بالعشرات منذ وقوع الهجوم الانتحاري على المدمرة "كول" في 12 تشرين الأول اكتوبر في عدن، وانتشروا في مختلف المناطق بحثاً عن جماعات "ارهابية". واستبعدت المصادر اجراء محاكمة قريبة للمتهمين في حادث "كول" لأن الأميركيين لا يزالون يرفضون إحالة القضية الى السلطات القضائية ويريدون مواصلة التحقيق. لكنها أكدت ان اجهزة الأمن استجوبت ستة متهمين، ثلاثة منهم شاركوا في تنفيذ الهجوم وينتمون الى تنظيم "الجهاد" الأفغاني في اليمن، أما الثلاثة الآخرون فهم من موظفي مصلحة الأحوال المدنية وقد سهلوا حصول المتهمين الأساسيين على وثائق هوية مزورة في محافظة لحج شمال عدن. وأشارت الى ان اجهزة الأمن لا تزال تبحث عن أربعة متهمين آخرين، في مقدمهم محمد عمر الحرازي الذي تعتبر انه مهندس الهجوم الذي قام بتحضير المتفجرات ووضعها على القارب المستخدم وتحديد الاتجاه الذي سلكه القارب في الهجوم على المدمرة. لكن المصادر أوضحت ان الحرازي له سوابق في هندسة المتفجرات لكنه ليس الرأس المدبر للعملية، ولمحت الى متهم غير يمني من بين الثلاثة لم تحدد جنسيته وانما عثر على وثائق وجواز سفر يمني مزورة استخدمها اثناء وجوده في اليمن قبل تنفيذ العملية. وأكدت المصادر نفسها ان خمسة من عناصر "الجهاد" و"الأفغان اليمنيين" وتيارات أخرى متشددة اعترفوا بتنفيذ الهجوم على السفارة البريطانية في 13 تشرين الأول اكتوبر الماضي والتفجيرات الأخيرة في عدن عشية رأس السنة. وتضمنت اعترافاتهم القيام بزرع عبوة تزن 10 كيلوغرامات بالقرب من منزل وزير الداخلية في 27 رمضان الماضي غير ان رجال الأمن اكتشفوها قبل انفجارها وهي تحتوي على مادة "سيمتكس". واعتبرت مراجع امنية التفجيرات الاخيرة في عدن "عملاً ارهابياً"، موضحة ان "جيش عدن - أبين الاسلامي" هو مجرد "مسمّى" تستظل تحته جماعات متشددة وغير متشددة تهدف الى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. وقالت ان الانفجار الأخير أول من أمس في صنعاء لم يكن عملاً ارهابياً، اذ أن طفلاً وجد قنبلة في المنزل وحملها الى الشارع وعبث بها، ما أدى الى انفجارها فقتل الطفل في الحال وجرح اثنان من المارة. الى ذلك أكدت مصادر يمنية مطلعة ل"الحياة" في صنعاء أمس ان خبراء أميركيين بنزع الالغام سيستأنفون نشاطهم في اليمن، بعد عودتهم أمس من البحرين إثر توقف استمر أكثر من شهر. وأضافت ان التعاون العسكري والأمني بين اليمن والولايات المتحدة سيعاود نشاطه قريباً في ضوء محادثات يجريها قائد القوات المركزية الاميركية الجنرال فرانك توماس خلال زيارته لصنعاء نهاية الشهر الجاري.