لوس انجليس، لندن، نيويورك - "الحياة"، اب - لم تستغرق عملية اختيار هيئة المحلّفين في قضية الجزائري أحمد رسّام الذي يُحاكم أمام محكمة أميركية في قضية "تفجيرات الألفية"، سوى يوم واحد. إذ نجح محامو الدفاع والإدعاء أول من أمس، في محكمة فيديرالية في لوس انجليس، في الاتفاق على 12 عضواً في هيئة المحلّفين مع أربعة أعضاء احتياطيين. وكان مقرراً ان تبدأ مساء أمس المرافعات الأولية للإدعاء الأميركي ومحامي رسّام. وذكرت صحيفة "لوس انجليس تايمز" في تقرير أمس ان رسّام يواجه عقوبة السجن لمدة تفوق مئة سنة إذا دين بكل التهم الموجّهة اليه والتي تتضمن الارهاب ونقل متفجرات وتهماً جنائية أخرى. وقالت ان المحاكمة قد تستغرق ثلاثة أسابيع وتتضمن الاستماع الى ما يزيد على مئة شاهد. وتتهم السلطات الأميركية رسّام 33 سنة بالضلوع في محاولة مزعومة لتفجير منشآت أميركية خلال احتفالات الألفية في مدينة سياتل ولاية واشنطن، الساحل الغربي للولايات المتحدة. وتم اختيار أعضاء هيئة المحلّفين من لائحة ضمت 75 اسماً وشمّلت ضابطاً في الشرطة وموظفاً في مستشفى ملحق بسجن ومدير متجر للأحذية قال ان له علاقات باسرائيل لكن ديانته اليهودية لن يكون لها تأثير في نظرته الى المتهم الجزائري نظرة عادلة. وجلس رسّام مبتسماً خلال عملية اختيار المحلّفين، وكان يستمع الى ترجمة فورية الى العربية للأسئلة التي طُرحت عليهم. وتناولت هذه الأسئلة التي تناوب محامو الإدعاء والدفاع على طرحها، مسائل مثل شعور المحلّفين إزاء طريقة تعامل أجهزة الأمن الأميركية مع العرب والمسلمين. محاكمة نيويورك وتتزامن محاكمة رسّام الذي تقول الولاياتالمتحدة انه تدرّب في معسكرات تابعة لأسامة بن لادن في أفغانستان، مع محاكمة أربعة أشخاص في نيويورك في قضية تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في شرق افريقيا. وطالب ليونادر ساند، القاضي في محكمة نيويورك، أول من أمس أعضاء هيئة المحلّفين في قضية السفارتين بعدم قراءة التقارير الإخبارية في شأن محاكمة رسّام في لوس انجليس. وقال ان لا علاقة لقضية الجزائري بقضية السفارتين. ويبدو ان طلب القاضي ساند جاء إثر مخاوف من ان تؤثر تقارير إعلامية عن علاقة رساّم بإبن لادن في موقفهم من الأربعة الذين يُحاكمون في نيويورك بتهمة التآمر مع إبن لادن لقتل أميركيين. واستمعت محكمة نيويورك أول من أمس الى ضباط في مكتب التحقيق الفيديرالي اف بي آي أدلوا بإفاداتهم في شأن تفجير السفارة الأميركية في نيروبي وطريقة جمعهم الأدلة. كذلك استمعت المحكمة الى إفادة محقق ذهب الى جزر القمر لمصادرة أغراض من منزل أحد المتهمين في قضية السفارتين هو فضل هارون الفار من وجه العدالة. وواصلت محكمة نيويورك أمس الاستماع الى إفادات ضباط أميركيين شاركوا في التحقيق في تفجير السفارتين. وعرض الإدعاء في البدء الضابط مايكل انتيسيف الذي أقر بأنه كان يرقّم الأدلة ويحفظها بعدما يتلقّاها من زملائه. وعُرضت عليه حقيبة سوداء صادرها المحققون، فأقر بأنها من بين الأدلة التي مرّت عبره. وطلب الإدعاء إثر ذلك ضم الحقيبة الى قائمة الأدلة في قضية السفارتين. ثم عرض الإدعاء وثائق بينها بطاقة هوية باللغة العربية وبطاقة أخرى صادرة في باكستان باسم خالد سليم سليم وتذكرة طائرة باسم سليم رشيد سليم من لاهور الى كراتشي ثم نيروبي وجواز سفر صادر في المملكة العربية السعودية باسم جهاد علي علي القعود ورخصة سيارة صادرة ايضاً في السعودية وتذكرة سفر من كراتشي الى نيروبيفكراتشي وجواز سفر باسم فضل عبدالله وفواتير في باكستان باسم الرجل نفسه الذي يحمل جواز سفر من دولة جزر القمر الإسلامية. ثم استدعيت عميلة في ال "اف بي آي" تُدعى سوزان ميتشل فقالت انها شاركت في التحقيق في نيروبي. وتعرّفت على مستندات عرضها عليها الإدعاء. وقالت انها شاركت في فحص شاحنة بيضاء أُدخلت تعديلات على هيكلها. وتناول شهود آخرون ملابسات أخد بصمات المتهم السعودي محمد العوهلي في نيروبي قبل نقله الى الولاياتالمتحدة.