تبدأ الاربعاء أمام محكمة مانهاتن الفيديرالية في نيويورك محاكمة أربعة من المتهمين بتفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام سنة 1998، و"التآمر" مع أسامة بن لادن لقتل أميركيين. وستبدأ المحكمة أولاً اختيار هيئة المحلّفين وهي عملية قد تستغرق شهراً. ويُتوقع ان تدوم المحاكمة بضعة أشهر. وهذه المرة الأولى التي تُحاكم فيها الولاياتالمتحدة أشخاصاً من تنظيم "القاعدة" الذي يقوده إبن لادن وتزعم واشنطن انه المسؤول عن العديد من "العمليات الإرهابية" التي استهدفتها في السنوات الماضية. والأربعة هم وديع الحاج وخلفان خميس محمد ومحمد الصادق عودة ومحمد راشد داود العواهلي. ولا يواجه الحاج، وهو أميركي من أصل لبناني اعتنق الإسلام، تهمة التورط في تفجير السفارتين، وهو الحادث الذي أوقع أكثر من 200 قتيل وقرابة خمسة آلاف جريح. لكن القضاء الأميركي يعتبره متورطاً في مؤامرة مع إبن لادن لقتل الأميركيين وتكتمه على معلومات لديه عن تنظيم "القاعدة". كذلك يُزعم ان الحاج الذي عمل سكرتيراً لإبن لادن خلال وجود الأخير في السودان، متورط في تشكيل خلية ل "القاعدة" في نيروبي. وكان قاضاً فيديرالياً رفض أخيراً طلباً قدّمه محامو الحاج ويقول فيه انه يُقر بتورطه في الاتهامات المنسوبة اليه. وبرر القاضي رفضه بأن الحاج قال انه يُقر بتورطه فقط لأنه لم يعد يتحمّل التعذيب النفسي الذي يتعرض له في سجنه. وقرر القاضي أيضاً، في سابقة من نوعها، أنه سيقبل معلومات حصلت عليها الإستخبارات الأميركية من خلال تنصّتها - من دون إذن رسمي - على هاتف وديع الحاج خلال وجوده في افريقيا حتى سنة 1996. أما خلفان خميس محمد ويُعرف أيضاً باسم الفاني هاميس أحمد وزهران ناصور موليد حسين فهو من مواليد زنجبار في تنزانيا. ويتهمه القضاء الأميركي بالتورط في تفجير السفارة في دار السلام، وهو يواجه عقوبة تصل الى الإعدام إذا وجدته المحكمة مُذنباً. وتسلّمته الولاياتالمتحدة من جنوب افريقيا التي اعتقلته في تشرين الأول اكتوبر 1999 بعد اكتشاف انتحاله هوية مزوّرة في منطقة كيب تاون. ويواجه المتهم محمد الصادق عودة، وهو فلسطيني من مواليد الأردن، تهمة التورط في تفجير سفارة الولاياتالمتحدة في نيروبي. ولفتت صحيفة "واشنطن بوست" أمس الى ان الإدعاء الأميركي لم يطلب له الإعدام كونه لم يكن في نيروبي لحظة تفجير السفارة، إذ غادرها الى باكستان عشية تنفيذ العملية. واعتُقل عودة في إسلام آباد وسُلّم الى الكينيين الذين سلّموه بدورهم الى المحققين الأميركيين. ويُزعم ان عودة تلقى تدريبات في معسكرات تابعة ل"القاعدة" في أفغانستان. ويتهم الإدعاء الأميركي محمد راشد العواهلي، وهو يمني، بالتورط في تفجير السفارة في نيروبي. ويُزعم انه كان في الشاحنة المفخخة التي دمّرت مبنى السفارة وقفز منها قبل لحظات من عملية التفجير. ويُزعم أيضاً ان العواهلي حضر مؤتمراً صحافياً عقده إبن لادن في أفغانستان وانه كان يريد ان يُشارك في "عملية استشهادية". وأوردت "واشنطن بوست" أمس ان الأدلة التي يملكها الأميركيون في شأن تورط إبن لادن في تفجير السفارتين هي أدلة "ظرفية" فقط، لكن مسؤولين في الإدارة ساعدوا الإدعاء العام بإعطائه تقارير رصدتها أجهزة الإستخبارات وفيها تأكيد لكون إبن لادن "أمير" تنظيم "القاعدة". وقالت الصحيفة ان صحيفة الإتهام تزعم ان أجهزة الإستخبارات رصدت اتصالات أجراها العواهلي بأعضاء خلية ل "القاعدة" في اليمن قبل تفجير السفارة في نيروبي وبعد ذلك، وان أعضاء الخلية نفسها تلقّوا - في اليوم الذي تلا آخر اتصال من العواهلي - اتصالاً من هاتف لأسامة بن لادن يعمل عن طريق الأقمار الاصطناعية.