} سمحت السلطات السودانية لثمانية محامين بالاجتماع مع الدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي المعارض ومع زملائه المعتقلين في سجن كوبر، لكنها منعت المقرر الخاص لحقوق الانسان في السودان غيرهارد باون من زيارة الزعيم الاسلامي. قال نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي عبدالله حسن احمد ل"الحياة" ان المقرر الخاص لحقوق الانسان في السودان غيرهارد باون ابلغه امس ان السلطات رفضت طلبه السماح له بلقاء الدكتور حسن الترابي في معتقله. واضاف ان طلب المبعوث الدولي لقاء المعتقلين لم يكن نتيجة دعوة من الحزب وانما من تلقاء نفسه. وقلل أحمد من تهديد الحكومة باتخاذ اجراءات مشددة ضد المؤتمر الشعبي وقادته في حال تقدم الحوار بين الحزب و"حركة التمرد". وافاد ان السلطات فعلت ما في وسعها للقضاء على الحزب والتضييق على رموزه من دون مسوغ قانوني، مؤكداً ان حزبه سيسعى الى احراز تقدم في التفاوض مع زعيم الحركة جون قرنق لإقرار تسوية سلمية تنهي الحرب الاهلية في جنوب البلاد. وجاء رد أحمد بعد تحذير الأمين العام للحزب الحاكم الدكتور ابراهيم احمد عمر من ان حكومته "ستتعامل بحزم" حيال أي اجراءات يعتزم المؤتمر الشعبي اتخاذها بالتنسيق مع حركة التمرد. وقال ان الاجهزة المختصة ستتخذ الاجراءات المناسبة في مواجهة أي تطوير لمذكرة التفاهم التي وقع عليها المؤتمر الشعبي و"الحركة الشعبية لتحرير السودان". الى ذلك، سمحت النيابة امس لثمانية محامين من هيئة الدفاع عن الترابي وقادة حزبه المعتقلين بلقائهم في معتقلهم في سجن كوبر. ومن أبرز المحامين الذين حضروا اللقاء رئيس المجموعة السودانية لحقوق الانسان غازي سليمان ورئيس القضاء السابق خلف الله الرشيد، ووزير العدل السابق عمر عبدالعاطي، ورئيس اتحاد الحقوقيين السودانيين حسن عبدالله الحسين، ورئيس المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي الديموقراطي علي محمود حسنين. وقال رئيس الهيئة غازي سليمان ل"الحياة" انهم التقوا الترابي والمتهمين من حزبه، وهم نائبه موسى المك كور، ومسؤول الاعلام محمد الأمين خليفة، ومسؤول الدائرة الدستورية محمد الحسن الأمين، ومسؤول الفئات خليفة الشيخ مكاوي. ورأى ان قضية قادة المؤتمر الشعبي قضية حريات وليست قضية حزبية. وزاد ان المحامين الذين انضموا الى هيئة الدفاع عن الترابي بلغ عددهم عدة آلاف، وان هؤلاء سيدافعون ايضاً عن قادة التجمع الوطني الديموقراطي المعتقلين الذين ينتظر ان تبدأ محاكمتهم في 18 الجاري. على صعيد آخر أفادت تقارير صحافية في الخرطوم ان مساعد الرئيس المستقيل الدكتور رياك مشار تعرض لمحاولة اغتيال في جنوب السودان أصيب خلالها بكسور وتوفى فيها أحد مساعديه العسكريين. وذكرت صحيفة "الأنباء" الحكومية امس ان معارك دارت في منطقة فكاك في أعالي النيل قرب الحدود الاثيوبية أخيراً بين قوات مشار وميليشيا معارضة لها أصيب خلالها بكسور في رجله ويده ونقل بطائرة تابعة الى الصليب الأحمر الى نيروبي لتلقي العلاج، وأفادت ان القائد الميداني تيتو بيل قتل في الحادث. ولم يرد تأكيد للأنباء من أي مصادر أخرى. في القاهرة، أعلن محامي الجماعات الإسلامية في مصر السيد منتصر الزيات أنه سيتوجه إلى السودان قريباً للدفاع عن الترابي، مشيراً إلى أنه أجرى اتصالات مع عدد من أنصار الزعيم الاسلامي وعرض عليهم الأمر ورحبوا به. ووصف الزيات الترابي بأنه "داعية إسلامي يتعرض لمحنة"، معتبراً أن القضية التي اتهم فيها "قضية سياسية بالدرجة الأولى".