} طلب المقرر الخاص لحقوق الانسان في السودان غيرهارد باوند الذي يزور الخرطوم من السلطات السودانية السماح له بلقاء زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي المعتقل منذ نحو ثلاثة اسابيع، بعدما تلقى امس شكوى من قادة الحزب في شأن اعتقال زملائهم وفرض حراسة امنية على مقرات الحزب وتعطيل صحيفته، والمعاملة السيئة التي يتعرض لها المعتقلون وغياب الحريات. حض المقرر الخاص لحقوق الانسان في السودان غيرهارد باوند، الذي كان وزيراً للداخلية في المانيا، بعد لقاءات ومسؤولين في الحكومة السودانية والمعارضة الاطراف السياسية على السعي الى "تسريع عملية السلام لقفل الطريق امام انتهاكات حقوق الانسان"، مؤكداً "وجود تجاوزات" من الحكومة و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" معتبراً ان هناك "فجوة بين الواقع وما هو مكتوب من قوانين" في البلاد. واثار المبعوث الدولي، خلال لقاءاته مع وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان ووزير الدولة للعدل علي كرتي والمجموعة السودانية لحقوق الانسان التي يقودها المحامي غازي سليمان واتحاد الحقوقيين السودانيين، تساؤلات عن قانون الامن الوطني ومدى خضوعه للرقابة القضائية، وتطبيق حال الطوارئ وتأثيرها على الحريات الصحافية والرقابة المباشرة المفروضة على الصحف، وقصف الطيران الحكومي لمواقع مدنية في الجنوب وترحيل السكان من مناطقهم القريبة من حقول انتاج النفط والحريات الدينية. وطلب الاجتماع مع زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي الدكتور حسن الترابي المعتقل وقياديين من الحزب منذ حوالى ثلاثة اسابيع بعد توقيع "مذكرة تفاهم" مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان". واكد انه سيقوم بمراقبة التطورات في السودان خصوصاً الاداء البرلماني في ما يتعلق بأوضاع حقوق الانسان، وانه سيعود الى الخرطوم مرة اخرى في تشرين الاول اكتوبر المقبل. وانتقد غازي سليمان اوضاع حقوق الانسان في السودان، وقال "انها شهدت انتكاسة كبيرة بعد تحسّن في العامين الماضيين"، مشيراً الى تعديل قانون الامن الذي يتيح للسلطات اعتقال معارضيها ثلاثة اشهر تجدد لفترة مماثلة من دون رقابة قضائية، مطالباً بإلغاء حال الطوارئ والقوانين الاستثنائية المقيدة للحريات، ورفع الرقابة المباشرة على الصحف ومصادرة الرأي الآخر. لكن مقرر المجلس الاستشاري لحقوق الانسان وكيل وزارة العدل احمد المفتي دافع عن اوضاع حقوق الانسان، وقال: "انها تشهد تطوراً ايجابياً في اتجاه التحول الديموقراطي يفوق حتى بعض البلدان المتقدمة"، على رغم انه أقرّ بوجود تجاوزات. وعقد باوند عصر امس، في مقر مكتب الاممالمتحدة، اجتماعاً مع خمسة من قادة حزب الترابي ضم نائب الامين العام عبدالله حسن احمد ومسؤول الخرطوم في الحزب ياسين عمر الامام ورئيس مجلس شورى الحزب عبدالله دينق وعضوي المكتب القيادي الدكتور بشير آدم رحمة والاب يوهانس. وابلغ رحمة "الحياة" انهم نقلوا الى المبعوث الدولي "الاوضاع السيئة" التي يعانيها المعتقلون من حزبهم و"تعطيل نشاط الحزب باغلاق السلطات لمقراته وفرض حراسات عليها".