مهداة إلى الفيلسوف الذي شبه الناس بنملٍ محتفل ببقايا سكر لم يعد بيننا من يراقص أحلامَه أو يدسّ بليل الهموم طيوفاً تغانج أوهامَه وجوهاً تقصّ حكايات أمسِ الذي كان... أسطورةً وانتكس ثم لم يعتدِل -2- قف بنا لحظة في ال"هُنا" حشد نملٍ تحاوره السافيات وأقرأ الرجز والرملَ والمرسلات والقلاع التي تتحدى انفلات الفلاة دائماً يدرك النملُ سرَّ الحياة مثلنا يتآخى بلا حلم حشداً فحشد * هل لنا يرسل الغيم أدهامه؟ مطراً تتعالى سنابله؟ رهبةُ السيل خوفٌ عظيم قدرٌ لا يُردّ يجرف الضرع والسنبلات * فتساءلْ عن الوهمِ حين امتطى صهوةَ الحلمِ ثم استَبدّ عندما انصاعَ حيناً تصاعد في شبقٍ للحياة وارتخى إذ تبعثر بين الجهات. و لات...! ** هل ترى ما تبقّى هنا من ثمود وعاد؟ ومدائن صالح أجمل ما نَحَتوا من بلاد؟ إرم ذات العماد؟ كلها الآن بادت... وحلمك ما بعد باد؟ فتزلزلْ بِوهمكَ كالريح بين الرماد وتوقفْ... كما نملةٌ تستميح الحياة تعاندُ ما تهمس السافيات من الآن يبحث عن زمنٍ يُعتَقَلْ؟ تكلّم هذا السكوت وقال الذي لم يُقَلْ كان أمس يحاورُنا في غلالات أمس ويتركُ بعضَ السطورِ لنا بهمسة ليلٍ... وصرخةِ شمس ونحن نغاوِرُه ونداوِرهُ نسارعُ كي نختفي كلَّما تسارع في كنهنا وتمادى فأرخت محاورُه وعيَنا بالأجل * يا زمان المنى فرحةً نحتريها هنا في احتدام الأرق وعلى مضَضٍ نرتجي: محتمٌ أن تَصِلْ * زمناً كانَ في موسم الوصلِ في رقص "فرغانة" الأمسِ... أو ضحكة الأنسِ... أغنية "الأندلسْ"... كان لا بد أن نحتفلْ!