ما هو الغرور؟ من منّا يصيبه الغرور أكثر من سواه، أسئلة وأجوبة من دمشق حول هذه الآفة الطبيعية المتأصلة في سلوك البشر. يقول المدرس اسامة محمد 27 عاماً: "الغرور من أبغض الصفات السيئة لدى الإنسان، وهو غير مقبول اجتماعياً. يُنفر الشخص المغرور الآخرين منه. والمشكلة اننا نجد هذه الظاهرة منتشرة لدى الجيل الشاب، الذي من المفروض ان يتسم بالبساطة والتواضع. وبرأيي ان الغرور سببه شخصية مريضة يعتريها الاضطراب والخلل بسبب النقص في اكتمالها، فتبحث عما يوجد بها من مواصفات مميزة لتختبئ وراءها خوفاً من أي نقد وانتقاص قد يوجه اليها، فالجمال مثلاً لدى الفتيات والشبان قد يكون مصدراً للغرور وكذلك الثروة والمكانة الاجتماعية والتحصيل العلمي العالي وغير ذلك... وتحدثنا ريم عيسى 22 عاماً أدب انكليزي سنة رابعة عن كرهها للغرور: "انه صفة مكروهة جداً كانت السبب في خسارتي أعز صديقة لي، إذ جنى عليها مدح الناس لجمالها وانوثتها، واهتمام الشبان بها، فباتت مغرورة مما عماها عن ادراك حقيقة أخطائها والتمادي بها، وكانت تقابل أي نقد يوجه اليها من قبل الآخرين بثورة عارمة ولا تعترف بأخطائها حتى لو وُجد الدليل المادي الذي يشير الى عيوبها، وهي بالمقابل تنتقد أي سلوك خاطئ تلاحظه لدى الغير، وسلوكها هذا جعلها غير مريحة في التعامل مما أثر في صداقتنا وفترها على رغم ما كانت تتميز به في السابق من قوة وانسجام. وتقول السيدة هالة الكردي 25 عاماً: "الغرور هو السبب الرئيس في طلاقي، فعندما سيطر الغرور على زوجي كونه رجل أعمال ولديه المال، أفقده انسانيته في التعامل معي ومع الآخرين. كان متعالياً فظاً في حديثه، يتعامل بفوقية مع كل الأشخاص، وكان يضعني في مواقف محرجة أمام الآخرين وبخاصة مع ضيوفي وحديثه معهم بسخرية واستخفاف خصوصاً أهلي، حتى لم يعد يزورني أحد، طبعاً كان يظن أنه بعيد من أي خطأ وليس لديه أدنى استعداد للتراجع عن أخطائه التي كانت تتزايد يوماً بعد يوم وكان يتأزم عندما يوجه اليه أي نقد أو نقاش حول طبيعة تصرفاته السيئة. فأصبحت حياتي معه أشبه بالجحيم على رغم محاولاتي المتكررة في معالجة غروره وغطرسته واضفاء البساطة والتواضع على سلوكه من دون جدوى، فما كان مني الا ان تطلقت منه وتركته يعيش مع غروره". وحول هذا الموضوع قالت الفنانة نورمان أسعد: "الغرور صفة سائدة في الوسط الفني ولا يوجد فنان ليس مغروراً، حتى لو كان لا يحب الغرور، لأن الأنا الداخلية تدفعه الى دخول عالم الشهرة، وهذه الأنا مرتبطة بكل فنان وعليه أن يحجمها لئلا يصل الى مرتبة عظمى من الغرور المرضي، فأنا لدي غرور لكنه ضمن اطار محدود".