ربما القارئ الكريم عندما يقرأ عنوان هذا المقال يقول في نفسه بانه لم يمر عليه في علم الطب اسم هذا الداء او قرأ او سمع عنه ولكن هذا الداء المستشري موجود فعلا في مجتمعنا وفي مجتمعات اخرى وربما عما قريب يصنف من الامراض المزمنة كمرض السكري او الضغط او ربما يدخل مع الامراض النفسية كانفصام الشخصية. فمرض حب الكراسي اصيب وابتلى به البعض من المديرين الذين يعتبرون الكراسي ملكا لهم يعيشون في وهم وخيال يحبون النفوذ والسيطرة اناس غيرتهم الكراسي تبدلت اخلاقهم ونفوسهم وسلوكهم وحتى معارفهم واصدقاءهم يتبدلون وينسون ان الوظيفة تكليف وتشريف فيصابون بلوثة عمى الالوان وحب الذات ويتعاملون مع الناس بصلف وغرور وكبرياء وتغطرس لا يقابلون المراجعين الا بوجه عبوس وكأنهم يمنون عليهم ويعقدون امورهم ويحاولون بشتى الوسائل هدم ونكر جهود من يعملون معهم او تحت رئاستهم لا يشجعونهم او يعطونهم حقوقهم الوظيفة او يأخذون بنصيحتهم او مشورتهم او رأيهم فذلك المدير المتعالي يعيش وكأنه هو الآمر والناهي وانه دائما صاحب الرأي الصواب وحتى ولو على خطأ فلا يعترف، يكره نجاح الآخرين يتسلط يتوعد يحتقر ويدبر المكائد في العمل للناجحين ويشوه صورتهم ويتصيد اخطاءهم لمعاقبتهم وينسى محاسنهم وجهودهم وعطاءهم حتى لا يصلوا لما وصل اليه يخاف على كرسيه يحب المديح لشخصه وان كان كاذبا يجامل للمسئولين ويتقرب منهم ويتودد اليهم ليبقى في الصورة لينقذوه من اخطائه في الادارة وكسب رضاءهم لمنحه مراتب وترقيات.. مسكين هذا المدير يظن بانه في برج عاجي لن يستطيع احد زحزحته عن كرسيه فنقول لهذا المدير لو دامت لغيرك ما وصلت لك فتذكر ان تكليفك بالعمل كمدير مسئول ليس الا امانة وجب عليك ان تصونها وتعمل جاهدا مخلصا وفيا ومتعاونا مع زملائك في العمل وبضمير حي وبال مرتاح لتكون لقمتك حلالا وتعيش حياة سعيدة فاحترم الآخرين واعمل على حل مشاكل الناس في تواضع وبذل من اجل تسهيل امورهم ومقابلتهم بجمال النفس وحسن التعامل وبوجه سمح بشوش وتذكر انك في يوم من الايام ستترك هذا المنصب والكرسي فلو عاملت الناس بخلق حسن سيتذكرك الجميع بكل خير وتقدير وحب وسمعة طيبة فالرجال الرائعون باخلاقهم وانسانيتهم وانجاح القطاع الذي تديره لن تم الا عندما تكون على هرم من يعمل بحب وتعامل انساني ونفس صافية وروح سامية كن رائعا في التوجيه وكريما في التجاوب ومثاليا في التواضع ونقى القلب والعفوية فالمودة تولد الاحترام فتزيد عن العطاء جسد روح المواطنة الصادقة وبكل الاخلاص والوفاء معاني التلاحم والتكافل الاجتماعي زد عن مواقفك النبيلة فستكسب المزيد من رضا واحترام الناس لك فنعم الرجل الانسان ونعم الرجل المسئول.