} يزور الرئيس الأندونيسي جاوة الشرقية اليوم، لتهدئة أنصاره هناك الذين واصلوا احتجاجات عنيفة تخللتها سلسلة هجمات على مقار لحزب غولكار المعارض. وجاء ذلك في وقت تزايد القلق في كانبيرا وواشنطن، من فوضى محتملة تعم أندونيسيا وتؤدي الى "بلقنة" فيها، اذا اختارت الحركات الانفصالية استغلال الفوضى لتحقيق مآربها، ما ينعكس سلباً على الاستقرار في المنطقة بأسرها. جاكارتا، كانبيرا - أ ف ب، رويترز - تواصلت الصدامات في جاوة الشرقية لليوم السادس على التوالي أمس، بين قوى الأمن وأنصار الرئيس عبدالرحمن وحيد المحتجين على محاولات لعزله. وفي وقت أُفيد أن المواجهات أسفرت عن سقوط 23 جريحاً على الأقل، أعلنت مصادر الرئاسة في جاكارتا أمس، أن وحيد يستعد لزيارة المنطقة المضطربة لتهدئة انصاره. وقال ويمار ويتوايلر الناطق باسم الرئيس انه سيزور بلدة باسوروان الواقعة على بعد نحو 60 كيلومتراً من سواربايا. ومن المقرر ان يؤدي الرئيس الصلاة في مسجد البلدة او في المسجد الرئيسي في سورابايا كبرى مدن المنطقة ويجتمع مع قادة جماعة "نهضة العلماء" الموالية له، لاعطاء توجيهاته بضرورة تهدئة الوضع. وسبق ذلك، اتصالات ديبلوماسية بين جاكارتا وعدد من العواصم المعنية في مقدمها كانبيرا وواشنطن اللتين تراقبان الموقف بقلق بالغ، نظراً الى انعكاسات الفوضى في اندونيسيا على منطقة جنوب شرقي آسيا بكاملها. وتزامنت الاضطرابات في جاوة أمس، مع بدء محاكمة سووندو المدلك الخاص للرئيس المتهم بالتورط في اختلاس اربعة ملايين دولار من وكالة "بولوغ" الرسمية للاغذية، وهي الفضيحة التي استغلها مناهضو وحيد لشن حملة ضده، مطالبين بمحاكمته وعزله. وأبدت اوساط ديبلوماسية اميركية واسترالية قلقها من احتمال ان تؤدي الازمة السياسية في جاكارتا الى اضعاف سيطرة وحيد على السلطة، تعزز مخاطر حصول اضطرابات واسعة النطاق، تتخللها اعمال تهجير وقتل، وتستغلها الحركات الانفصالية لفرض هيمنتها على بعض المناطق في البلاد. وفي مواجهة ذلك، تسعى كانبيرا وواشنطن الى تعديل اللهجة في بياناتهما، لتعكس حرصهما على الديموقراطية في جاكارتا ومساندتهما للسلطة المركزية، بمعزل عن وجود وحيد في سدة الحكم او في حال ظهور منافس قوي له. غير ان العاصمتين لاحظتا ان ميغاواتي سوكارنو بوتري نائبة الرئيس وهي المرشح الوحيد لخلافته، لا تزال تتمسك بولائها له، وترفض المحاولات التي تقوم بها بعض القوى لاسقاطه. كما ان اللافت، ان حزب "غولكار" بزعامة الرئيس السابق سوهارتو، لا يزال يعارض التعجيل في عزل وحيد، على رغم تعرض مقاره لهجمات يومية من أنصار الأخير. وأفادت الشرطة الاندونيسية أمس، ان 23 شخصاً أصيبوا بجروح خلال تظاهرة لأنصار وحيد في لامونغان على بعد 40 كليومتراً من سورابايا عاصمة جاوة الشرقية. وأطلقت الشرطة النار في الهواء لتفريق آلاف المتظاهرين الذين رشقوا بالحجارة مقر "غولكار" هناك. وأعلنت الشرطة ان اثنين من رجالها و21 مدنياً أصيبوا بجروح طفيفة ونقلوا الى المستشفى. وأضافت ان رجال الشرطة تعرضوا للرشق بالحجارة، فيما أصيب المتظاهرون خلال مواجهات أو تدافع بعد اطلاق طلقات تحذيرية في الهواء. وأفيد أن المتظاهرين البالغ عددهم حوالى عشرة آلاف شخص، بحسب الشرطة، حطموا النوافذ في مكاتب الحزب. وقامت مجموعة من المتظاهرين الذين حمل بعضهم السواطير باحراق مقر الحزب في سورابايا. وكانت التظاهرات في جاوة الشرقية، بدأت عندما تلقى الرئيس الاندونيسي الخميس الماضي، تحذيراً من البرلمان بسبب دوره في فضيحتين ماليتين وهي الخطوة الاولى التي تسبق اجراء الاقالة. ومعلوم ان جاوة الشرقية تشكل معقلاً لجماعة "نهضة العلماء" الاسلامية الجماهيرية التي يبلغ عدد اعضائها اربعين مليون شخص، وتزعمها وحيد طيلة 15 سنة قبل انتخابه رئيساً في تشرين الاول اكتوبر 1999.