احتدمت المعركة في واشنطن بين الرئيس جورج بوش وسلفه بيل كلينتون الذي لا يريد، على ما يبدو، التخلي عن الواجهة الاعلامية. ويحظى كلينتون بتغطية اعلامية قد لا تكون ايجابية، وهذا شيء اعتاد عليه الرئيس السابق الذي حفلت سنوات حكمه بالفضائح الجنسية. وغطت اخبار العائلة الاولى السابقة عناوين الصحف الاسبوع الماضي، ولكن ليس بالطريقة التي تشتهيها هذه العائلة، ذلك ان القرار الذي اصدره كلينتون في الساعات الاخيرة من ولايته بالعفو عن مارك ريتش، الهارب من العدالة بعد تهربه من دفع الضرائب، أثار جدلاً كبيراً خصوصاً بعدما تبين ان زوجة كلينتون السيناتور هيلاري كلينتون تلقت هدايا من زوجة ريتش التي تبرعت بما يقارب المليون دولار للحزب الديموقراطي. وأثار ذلك حفيظة الكونغرس الذي يتهيأ لعقد جلسات استماع حول القرار، فيما اعلن كلينتون انه يتحمل المسؤولية وحده ليحمي زوجته . على صعيد آخر أثار اختيار كلينتون مكتباً له في الطابق الاخير من بناية كارنيغي في منهاتن ضجة كبيرة بسبب قيمة الايجار التي تتجاوز 700 ألف دولار سنوياً والتي تتحملها الخزينة الاميركية. كما ثار جدل حول "هدايا" قدمت للبيت الابيض في السنة الاخيرة لوجود آل كلينتون فيه، واخذوا تلك الهدايا لدى مغادرتهم المقر الرئاسي. وفي وقت يحاول جورج بوش استمالة الديموقراطيين في الكونغرس لدعم مشاريعه لخفض الضرائب واصلاح النظام التعليمي، شن رئيس اللجنة القومية للحزب الديموقراطي التي تشرف على الانتخابات وجمع التبرعات، حملة على بوش والجمهوريين انهت اسبوعاً من الوئام في واشنطن بين الحزبين وشكلت بداية نهاية ل "شهر العسل". ففي حفلة انتخابه رئيساً للجنة شكك تيرينس ماكوليف، القريب جداً من كلينتون والذي قاد حملات التبرع لحملاته الانتخابية، بشرعية انتخاب بوش، متوعداً بتعبئة الديموقراطيين لاستعادة السيطرة على الكونغرس في انتخابات 2002 وعلى البيت الابيض سنة 2004. وقال ماكوليف مساء السبت: "سنحول الغضب الناجم عما حصل في فلوريدا الى قوة سياسية. سنبرهن ان هناك نصراً بعد التنكر له، وان هناك ديموقراطية بعد فلوريدا، وان هناك عدالة بعد محكمة العدل العليا ... تعلمون انه لو لم يتلاعب جيب بوش وجيمس بيكر وكاثرين هاريس بالنتائج لكان آل غور رئيساً ولكان جورج بوش في اوستن". وأحرج ماكوليف قادة الديموقراطيين في الكونغرس الذين يفضلون اعطاء بوش وقتاً قبل الشروع بالمعارضة. وجاءت هذه التصريحات لتعزز المخاوف من أن كلينتون سيقود المعارضة الديموقراطية من خلال "لجنة الحزب" المؤثرة وزوجته في مجلس الشيوخ.