التحقيق الذي بدأه الكونغرس الأميركي في قضية عفو أصدره الرئيس السابق بيل كلينتون، في ساعاته الأخيرة داخل البيت الأبيض، عن البليونير الفار مارك ريتش، تحول تحقيقاً جنائياً، إثر اصدار مجلس النواب الأميركي مذكرات استدعاء في حق ثلاثة من مساعدي كلينتون الذي بدأ حملته الدفاعية باستنفار اللوبي اليهودي. واشنطن، نيويورك، القدسالمحتلة - أب، رويترز، أ ف ب - أعد محققون من الكونغرس الأميركي مذكرات استدعاء لثلاثة من كبار مساعدي الرئيس السابق بيل كلينتون للشهادة أمام مجلس النواب في شأن العفو عن البليونير الفار مارك ريتش. وستستدعي لجنة الاصلاح الحكومي التابعة لمجلس النواب كبير موظفي البيت الأبيض السابق جون بودستا والمستشارين بروس لينزي وبيث نولان للشهادة، أمام جلسة استماع في قضية "ريتش غيت" الأول من آذار مارس المقبل. واللجنة احدى لجنتين في الكونغرس تحققان في مزاعم ان العفو مرتبط بتبرعات سياسية من دينيس، زوجة ريتش السابقة. وقد وافقت أول من أمس، على طلب من وزارة العدل بأن تؤجل قرارها منح دينيس ريتش حصانة قضائية الى حين توضيح مسار التحقيق الجنائي الذي بدأ في نيويورك. ويخشى المدعون أن يعترض منح الحصانة سير التحقيقات الجنائية. وكانت دينيس ريتش تبرعت بأكثر من مليون دولار لقضايا تخص الحزب الديموقراطي. ويحمل ريتش البلجيكي المولد والمقيم في سويسرا منذ 17 عاماً، الجنسيتين الاسبانية، والاسرائيلية، وكان تخلى عن جنسيته الأميركية بعد فراره عام 1983. وستركز جلسة الاستماع على طريقة تعامل موظفي البيت الأبيض مع العفو المثير للجدل. وتدل الشهادات ورسائل البريد الالكتروني في الجلسات الأولى لمجلسي النواب والشيوخ أن مناقشة حامية دارت بين محامي البيت الأبيض وعامليه وكلينتون قبل منح العفو. وتنظر في العفو أيضاً اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ التي عقدت أولى جلساتها الأربعاء الماضي. وقال السناتور الجمهوري ارلن سبكتر الذي يرأس التحقيق أنه ما زال يبحث في استدعاء كلينتون شاهداً. وقال رئيس اللجنة القضائية اورين هاتش، خلال جلسة في مجلس الشيوخ اذ "ان من المصلحة العامة ان نحصل على توضيحات كاملة" منه، واصفاً العفو الذي استفاد منه مارك ريتش بأنه "فضيحة". وأعلنت المدعية الاتحادية في مانهاتن ماري جو وايت و"مكتب التحقيقات الاتحادي" أف بي اي أمس فتح تحقيق جنائي في شأن العفو الذي ناله ريتش وشريكه بينكوس غرين. وجاء في بيان اصدروه، اقتصر على ثلاث جمل: "لن يكون هناك أي تعليق آخر" على القضية. وفي اطار الدفاع عن قراره العفو عن ريتش، استنجد كلينتون باللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة. وقال خلال مقابلة متلفزة مع محطة "سي ان بي سي" ان خدمات ريتش لإسرائيل كانت الدافع الرئيسي لقراره. وأوضح ان البليونير الفار أسهم في تمويل عمليات نقل يهود الى اسرائيل من اليمن والسودان وأثيوبيا التي لا تقيم علاقات مع تل أبيب. ونظم رئيس جهاز "الموساد" الاسرائيلي السابق افنير ازولاي الذي يعمل، راهناً ممثلاً لريتش في اسرائيل، حملة لدعم اصدار عفو عن موكله أشرك فيها رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك. وكان ريتش تبرع بمبالغ تصل قيمتها الى ثمانين مليون دولار لتمويل بناء مستشفيات ومتاحف في اسرائيل. وفي اطار التحقيقات في قرارات العفو التي أصدرها كلينتون في ساعاته الأخيرة في الرئاسة، تحقق لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ في الملابسات المحيطة بالعفو عن المدير السابق ل"وكالة الاستخبارات المركزية" سي اي ايه جون دويتش الذي ثارت من حوله فضيحة تتعلق بسوء التعامل مع معلومات سرية. وبعث السناتور الجمهوري ريتشارد شيلبي رئيس اللجنة والسناتور الديموقراطي بوب غراهام عضو اللجنة البارز، برسالة الى مدير الوكالة جورج تينيت، تسأل هل كان على علم أن دويتش سيمنح عفواً رئاسياً. الى ذلك، نفت شركة "أوراكل"، ثاني أكبر شركة لبرامج الكومبيوتر في العالم، إجراء محادثات مع كلينتون للانضمام الى مجلس ادارتها. ومن المقرر ان يلقي الأخير كلمة خلال معرض تجاري رئيسي تقيمه الشركة بعد غد في نيو أورليانز، ما أثار تكهنات باحتمال انضمامه الى مجلس ادارتها.