نيويورك، واشنطن أب، رويترز بدأت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي أمس، تحقيقاً في العفو الذي منحه الرئيس السابق بيل كلينتون، للبليونير الأميركي مارك ريتش اللاجئ الى سويسرا. ويأتي تحقيق مجلس الشيوخ بعد أسبوع من بدء مجلس النواب الأميركي تحقيقاً مماثلاً، وعلى رغم اعلان الرئيس جورج دابليو بوش انه يريد المضي قدماً في برنامج عمله السياسي من دون النظر الى الوراء، في اشارة الى الاتهامات التي طاولت كلينتون وموظفيه في شأن ارتكابات قاموا بها في الأيام الأخيرة من ولايته الرئاسية. ويطالب نواب وشيوخ جمهوريون بإلغاء العفو الممنوح لريتش، وذهب بعضهم، كالسيناتور آلن سبكتر الى حد المطالبة ببدء اجراءات عزل جديدة في حق كلينتون الذي كان عفا عن 140 شخصاً، قبل يومين من مغادرته البيت الأبيض، بينهم اخوه غير الشقيق روجر المدان بحيازة المخدرات. وريتش متهم بالتحايل على مصلحة الضرائب وعقد صفقات نفط غير مشروعة مع ايران، وهو يقيم في سويسرا منذ العام 1983، بعدما دانته محكمة في نيويورك، تنازل اثرها عن الجنسية الأميركية. ويقول سبكتر ان اجراءات العفو في قضية ريتش لم تتبع في شكل قانوني. وأعرب عن شكه في ان يكون كلينتون وقع العفو المذكور، ضمن المهلة القانونية، اي قبل منتصف يوم العشرين من كانون الثاني يناير الماضي. وتتقصى لجنة مجلس الشيوخ القضائية العلاقة التي تربط زوجة ريتش ومحاميه بالرئيس الأميركي السابق، خصوصاً عدد زياراتهما للبيت الأبيض قبيل صدور العفو. يذكر ان محامي ريتش جاك كوين سبق ان عمل مستشاراً قانونياً لكلينتون، في حين تبرعت دنيس، زوجة ريتش، بأكثر من مليون دولار للحزب الديموقراطي، ولمكتبة كلينتون التذكارية، وبأكثر من مئة ألف دولار لحملة هيلاري كلينتون لعضوية مجلس الشيوخ. الى ذلك، أعلن كلينتون اول من امس انه ينوي اقامة مكتبه في حي هارلم الذي يسكنه السود في نيويورك وليس في حي مانهاتن التجاري، بعد خلاف على قيمة الإيجار. وقال امام المبنى الرقم 55 من الشارع ال125: "قررت إقامة مكتبي هنا اذا امكن ذلك". وسيكون كلينتون في هارلم على بعد نحو 40 دقيقة من منزله في تشاباكوا. وكان الرئيس الأميركي السابق فكر بداية باستئجار مكتب في الطبقة السادسة والخمسين من ناطحة السحاب "كارنيجي هول"، يطل من جانب على نهر هدسون، ومن جانب آخر على حديقة "سنترال بارك". الا ان اعلان هذا الخبر سرعان ما أثار جدلاً حاداً، بسبب ارتفاع سعر ايجار المكتب الذي يبلغ نحو 650 ألف دولار سنوياً، اي اكثر من كل ايجارات مكاتب الرؤساء الأميركيين السابقين. وفي هارلم سيكون ايجار مكتب كلينتون أقل بكثير مع 200 ألف دولار سنوياً فقط. وتدفع ايجارات مكاتب الرؤساء الأميركيين السابقين وكلفة امتيازات اخرى من أموال دافعي الضرائب.