يبدو ان الرئىس الاميركي السابق بيل كلينتون لن يضطر الى البحث عن عمل بعد اليوم، اذ قد يضطر الى التفرغ للدفاع عن نفسه قضائىاً واعلامياً في فضيحة مراسيم العفو التي اصدرها عن عدد من المدانين خلال ايامه الاخيرة في البيت الابيض. والفضيحة تطاول ايضاً زوجة كلينتون السيناتورة هيلاري وشقيقها هيو رودهام، وأخاه غير الشقيق روجر الذي اعفي عنه بعد ادانته بتهمة حيازة مخدرات. ويبدو ان الصحافي مات درادج الذي فجر فضيحة مونيكا لوينسكي المتدربة السابقة في البيت الابيض التي اقام معها كلينتون علاقة جنسية عبر موقع على شبكة الانترنت، لن يتقاعد عن ملاحقة الرئىس السابق. واذ فشل في حمل الكونغرس على عزله قبل عامين في قضية لوينسكي - غيت، فقد ينجح الآن في عزله عن منصبه كرئىس سابق، ما قد يحرم كلينتون راتبه التقاعدي ومصاريف مكتبه وجهازه الاداري التي تتولى الحكومة الاتحادية تغطيتها، إضافة الى جهاز حمايته الخاص. وكشف درادج، عبر موقعه امس، ان رئىس اللجنة الوطنية في الحزب الديموقراطي تيري ماكوليف سجل بجهاز تصوير فيديو افلاماً تغطي ايام كلينتون وساعاته الاخيرة في البيت الابيض. ونقل عن مصدر في الكونغرس ان الافلام قد تستخدم دليلاً اساسياً في التحقيق الذي تجريه لجنتان قضائيتان في مجلسي الشيوخ والنواب، في شأن العفو الذي منحه كلينتون لمارك ريتش البليونير الاميركي الفار من وجه العدالة، البلجيكي الاصل الاسرائىلي الجنسية والمقيم منذ 17 عاماً في سويسرا، بعد الادعاء عليه بتهمة تهرب ضريبي تقدر قيمته بأكثر من 50 مليون دولار. واستطاع ماكوليف الصديق القديم لكلينتون تصوير لقطات حميمة للرئيس الاميركي السابق ومساعديه، ستوفر معلومات دقيقة عن الاشخاص الذين التقوه خلال ايام ولايته الاخيرة المنتهية في 22 كانون الثاني يناير الماضي. وتسعى لجنتا الكونغرس القضائيتان الى تحديد هل بين الاشخاص الظاهرين في افلام ماكوليف احد المقربين من ريتش او من محاميه، ما سيُعد في حال حصوله، تأثيراً في كلينتون في شأن العفو، وبالتالي مخالفة صريحة للقانون. وحصل درادج على صورة يظهر فيها ماكوليف وهو يصور الرئىس وبعض مساعديه. وحذر مصدر مقرب من التحقيق من ان اي محاولة لاتلاف افلام رئىس اللجنة الوطنية ستتحول فضيحة كبرى بعد نشر الصورة المذكورة. ويواصل سوء الحظ ملاحقة كلينتون ويبدو ان تحقيقات الكونغرس لا تكفيه، اذ بدأ بتلقي انتقادات قاسية من جهات تعد الاقرب اليه، اي اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة، على رغم كل ما تكبده للعفو عن ريتش، وربطه العفو مباشرة بمصالح اسرائىل العليا. فالبليونير الفار إضافة الى تبرعاته "الانسانية" لاسرائىل التي تجاوزت الثمانين مليون دولار، استطاع امداد تل ابيب بشحنات نفط من دول عربية اشتراها عبر طرف ثالث. وبدأت الصحف الاسرائىلية الاسبوع الماضي بشن حملة على كلينتون بسبب العفو المذكور باعتباره بديلاً من العفو الذي تطالب به اسرائىل منذ ستة عشر عاماً عن الجاسوس جوناثان بولارد. ونقلت "يديعوت احرونوت" عن بولارد قوله انه كان "يلوح من زنزانته بعلم اسرائىل طوال 16 عاماً من دون ان يجديه ذلك نفعاً، في حين لوح ريتش بحفنة دولارات فنال عفواً خلال ايام قليلة، بعدما جند ساسة اسرائىل لدعم قضيته". وانضم الى بولارد حاخامون يهود كبار في الولاياتالمتحدة، وعلى رأسهم الحاخام اريك يوفي رئىس اتحاد اليهود الاميركيين، الذين وصف الحملة للعفو عن ريتش بأنها "تهديد للنسيج الاخلاقي والموقف السياسي والمثل العليا لليهود".