تتسابق المصارف الرئيسية في تونس لاحتلال المركز الأول في الجهاز المصرفي المحلي، وقطعت "الشركة التونسية للبنك" قطاع عام شوطاً حاسماً في السباق بعدما استوعبت أواخر العام الماضي مصرفين تنمويين هما "بنك التنمية الاقتصادية" و"البنك الوطني للتنمية السياحية". وأدت الخطوة التي تعتبر اكبر عملية ادماج في نوعها الى استئناف المصرف الجديد ب21 في المئة من أصول المصارف التونسية و20 في المئة من القروض الممنوحة، فيما بوأه رأس ماله المقدر بأكثر من 124 مليون دينار نحو 95 مليون دولار المرتبة الرابعة بين المصارف الافريقية. ويسعى "بنك تونس العربي الدولي" الذي يحتل المرتبة الأولى بين المصارف الخاصة الى التقدم الى المركز الأول وهو عاود ترتيب ادارته بانشاء هيئة مديرين على الطريقة الانكلوساكسونية برئاسة شكيب نويرة. وقدرت فوائد المصرف العام الماضي ب28 مليون دينار نحو 20 مليون دولار من دون احتساب الضرائب متجاوزاً بذلك التوقعات السابقة. مصرف اقليمي لكن رئيس مجلس ادارة "الشركة التونسية للبنك" علي دبية اكد ل"الحياة" ان المصرف الجديد "سيحتل المركز الذي تؤهله له امكاناته الواسعة بين مكونات الجهاز المصرفي المحلي بعدما بات مصرفاً ذا حجم اقليمي". واضاف: "علينا ان نتهيأ لتحول استراتيجي ستبصره الشبكة المصرفية على الصعيدين المتوسطي والدولي". واعتبر ان عملية استيعاب بنك التنمية السياحية وبنك التنمية الاقتصادية كللت بالنجاح وأدت الى اختصار كثير من النفقات والمراكز الادارية التي كانت متشابهة في المصارف الثلاثة "ما حسّن قدرتنا على المنافسة". ورأى ان هذه التجربة التي أتت ثمرة لثلاثة أعوام من العمل الادماجي تمنح مثالاً جيداً للمصارف الأخرى لتختار الطريق التي تتيح لها الصمود في وجه رياح العولمة. لكنه اعترف بأن مستوى المصارف المحلية تفصله سنوات عن مستوى مثيلاتها في العالم الانكلوساكسوني، وقال: "نسعى لكسب الوسائل التي تمكننا من اللحاق فيها بالاعتماد على تأهيل كوادرنا الذين أرسلناهم الى الخارج في دورات تدريبية مع مصارف دولية". وبدا واثقاً من ان "الشركة التونسية للبنك" التي ارتفع رأس مالها الى 124 مليون دينار نحو 95 مليون دولار بعد عملية الدمج تقدمت على "البنك القومي الزراعي" الذي كان يتبوأ المركز الأول في الجهاز المصرفي المحلي. الا ان فريد بن تنفوس رئيس مجلس ادارة "القومي الزراعي" قطاع عام اكد ان المصرف الذي يقوده لا يزال يملك ميزات تجعله يتقدم على المصارف الأخرى "كون رأس المال ليس المعيار الوحيد لقياس مكانة المصارف". حجم وسط وقال رئيس مجلس ادارة "البنك التونسي" قطاع عام فوزي بالكاهية ل"الحياة" ان السباق على المركز الأول لا يهمه لأن مصرفه يسعى الى المحافظة على حكم وسط وهو يسيطر على حصة تراوح بين 10 و11 في المئة من السوق المحلية. وافاد ان المصرف حقق نتائج قياسية العام الماضي اذ زادت فوائده بنسبة 40 في المئة قياساً على النتائج المسجلة عام 1999، فيما تضاعف حجم القروض التي منحها بنسبة 30 في المئة العام الماضي. وحقق "بنك تونس العربي الدولي" نتائج مهمة كونه قفز الى المرتبة الأولى بين المصارف المحلية الخاصة وتبوأ المركز الثالث في الجهاز المصرفي المحلي. وقدر مسؤولون في المصرف حجم الفوائد التي حصدها العام الماضي ب28 مليون دينار نحو 20 مليون دولار بزيادة نسبتها اكثر من 22 في المئة قياساً على الفوائد التي حصدها في السنة السابقة. وتركز المصارف المحلية على تحسين الخدمات وتنويعها وتطوير اساليب العمل بتعميم استخدام الكومبيوتر وتأهيل كوادرها لتكتسب خبرات الادارة الحديثة بالتعاون مع مصارف أوروبية انطلاقاً من قناعتها بأن التحديث الشامل يشكل الخيار الوحيد لمجابهة المنافسة المتزايدة.