} بدأت حركة تغييرات واسعة في صفوف قيادات الحزب الوطني الحاكم في مصر شملت تبديل عدد كبير من أمناء المحافظات ومسؤولي المراكز والأقسام في أكبر حركة تغيير يشهدها الحزب، وجاءت انعكاساً واضحاً لنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي شهدت سقوط نحو ستين في المئة من مرشحيه الرسميين. أعلن وزير شؤون البرلمان المصري السيد كمال الشاذلي الامين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم أن الرئيس حسني مبارك صادق، بصفته رئيس الحزب، على تعيين مئة وخمسين من أعضاء مجلسي الشعب والشورى أمناء للمراكز والأقسام على مستوى الجمهورية. وقال الشاذلي في تصريحات أمس على هامش اجتماع النادي السياسي للحزب إن "الأمانة العامة عرضت موافقة الرئيس حسني مبارك على الاقتراح بتولي أعضاء المجلسين البرلمان والشورى المراكز القيادية في الدوائر بدلاً من الأمناء الحاليين. وان قراراً سيصدر خلال أيام يتضمن تعيين أمناء الحزب في المحافظات"، وهي إشارة إلى تغييرات ستحصل في مناصب عدة كانت "الحياة" ذكرت تفاصيل عنها الاثنين الماضي. وكان متوقعاً، استناداً الى مصادر قيادية في الحزب، إعلان حركة التغييرات التي تتضمن إطاحة 16 أميناً للمحافظات وتعيين غيرهم نهاية الاسبوع الماضي، لكن تقرر إصدار قرارات التغيير خلال ايام على كل المستويات في مواعيد متقاربة. واللافت أن اختيار أمناء المراكز من أعضاء مجلسي الشعب والشورى جاء تعبيراً عن اتجاه داخل الحزب تبناه السيد جمال حسني مبارك، اعتبر أن هزيمة مرشحي الحزب الرسميين بمثابة انتكاسة جماهيرية ما يتطلب مواجهتها. ويذكر في هذا الاطار، أن غالبية المعزولين كانوا من أعضاء البرلمان الذين ترشحوا للانتخابات الأخيرة ولم يفوزوا. وعلى رغم عدم إعلان أية تفاصيل عن حجم التغيير في أمناء المحافظات إلا أن مصادر الحزب توقعت إطاحة 16 مسؤولاً، خصوصاً في المناطق التي تعرض فيها مرشحو الحزب لهزيمة كبيرة أو تراجعت نتائجها. واستناداً الى المصادر نفسها، يتوقع تغيير أمناء العاصمة القاهرة والاسكندرية والسويس وبورسعيد والشرقية والغربية والجيزة وسوهاج وقنا، وهي من بين أكثر المحافظات التي شهدت تراجعاً في نتائج الانتخابات البرلمانية. ومن المنتظر أن تحسم القرارات الذي ستصدر في غضون أيام الصراع بين القيادات التقليدية والجديدة في الحزب، وذلك في ضوء تحديد أسماء المستبعدين ومدى صلتهم بأقطاب الحزب. وبحسب مراقبين، فإن القيادات الشابة ستكون أكثر المستفيدين من زاوية عدم مسؤوليتها عن تعيين الأمناء المقرر إطاحتهم وهو ما يمثل إضافة للجيل الجديد في الحزب ويزيد من رصيده في الأمانة العامة التي تضم كل أمناء المحافظات. ومن المقرر، بحسب تصريحات الشاذلي، أن تعقد الأمانة العامة للحزب اجتماعاً بعد غد لإقرار التقرير النهائي لنتائج جولات ميدانية زار خلالها عدد من قيادة الحزب محافظات عدة للاطلاع على الأوضاع وطرح تصور جديد لتأهيل قادة الحزب وتطوير أدائهم الجماهيري.