قال أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمس بعد اعلان نتيجة الاستفتاء على "ميثاق العمل الوطني"، الذي نال 98.4 في المئة من الأصوات: "نذرت نفسي لتحقيق تطلعاتكم كما تجلت في بنود الميثاق ونصوصه وروحه، ضمن برنامج عمل وطني يعلو بالبحرين ويجدد مسيرتها الديموقراطية، ويعيد الحياة النيابية اليها، في ظل الدستور والنظام الديموقراطي الذي ارتضيناه لأنفسنا بعد حدود الله". وأعرب عن "اعتزازه بمباركة الشعب اعلان البحرين مملكة دستورية"، مشيراً الى انها "كانت منذ البدء مملكة هذا الشعب العريق". وأوضح انه أمر باتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك، مؤكداً ان الاعلان لن يستكمل إلا بعد أن يطمئن الأمير الشعب الى ما وعد به وما اتفق عليه في الميثاق بإقامة المجلسين، و"اجراء الانتخابات العامة للمجلس النيابي، فتواكب الديموقراطية المملكة ويلتقي الانجازان في حدث وطني كبير، نصنع به معاً مستقبل البحرين". وأصدر الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمراً أميرياً بالمصادقة على الميثاق. وكان وزير العدل والشؤون الاسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة اعلن بعد ظهر أمس أن نسبة الذين أيدوا الميثاق في الاستفتاء بلغت 98.4 في المئة، وأوضح في بيان ان عدد المواطنين المدعوين الى الاستفتاء بلغ 217579 فيما صوّت 196262 شخصاً، وبلغ عدد الأصوات الباطلة 1374 والأصوات الصحيحة 194888 ووافق على الميثاق 191790 بحرينياً، أما الذين لم يوافقوا فبلغ عددهم 3098 مواطناً. وعمت الاحتفالات كل المناطق بعدما شاهد المواطنون على شاشات التلفزيون أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى يتسلم نتائج الاستفتاء من وزير العدل والشؤون الاسلامية، في حضور رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، والشيخ محمد بن سلمان آل خليفة وأفراد العائلة الحاكمة. وتوقع وزير شؤون مجلس الوزراء والاعلام السيد محمد ابراهيم المطوع الا تتجاوز الفترة الانتقالية مدة سنتين، خلالهما سيكتمل بناء المؤسسات، ومنها البرلمان المنتخب، وتحويل البلاد الى مملكة دستورية. وسيكون الميثاق الوطني المرجع الأساسي للتشريع ولعمل الحكومة والعهد الذي يربط بين الأمير والشعب. وقال المطوع ل"الحياة" بعد اعلان نتائج الاستفتاء ان البحرين ستستعين بالخبرات العربية والعالمية لصوغ التعديلات الدستورية التي يتطلبها الفصل الثاني من الميثاق، والمتعلقة بانشاء نظام المجلسين. وتتيح القراءة الأولية للتوجهات الرسمية توقع تغيير وزاري خلال شهرين، وشدد المطوع على ان الهدف الأول الذي تتطلع اليه الحكومة هو "تفعيل الجوانب القانونية المتعلقة بالمحاسبة والمراقبة على الأموال العامة". الى ذلك عبر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية البريطانية مارك ماثيوز عن ترحيب بلاده بنتائج الاستفتاء في البحرين، وقال: "نهنئ البحرين أميراً وحكومة وشعباً، ونرى أن الشعب البحريني أظهر دعماً قوياً للميثاق والاصلاحات التي وافق عليها بغالبية مطلقة، وهذا مؤشر خير لمستقبل البحرين، بخاصة أن الدعم جاء من كل الجهات والفئات الاجتماعية البحرينية، من الشيعة والسنة، ومن النساء والرجال". وأشار الى "خطوة نحو المصالحة واللقاء الشعبي، مهدت الطريق لنتائج الاستفتاء". ونوه باطلاق جميع السجناء السياسيين والموقوفين وعودة المنفيين الى بلادهم.