} صوّت البحرينيون أمس على "ميثاق العمل الوطني"، وكان الإقبال واسعاً على صناديق الاقتراع في اليوم الأول للاستفتاء، بخاصة في وزارات الدولة والمراكز الموجودة في المجمعات التجارية ومستشفى السلمانية. ومعظم الذين صوتوا في الاستفتاء، الثاني في تاريخ البحرين بعد استفتاء عام 1971 الذي قال فيه المواطنون "نعم" للاستقلال و"نعم" لحكم آل خليفة، أدلوا بأصواتهم من دون الرجوع إلى الغرفة السرية. ويقضي الميثاق بتحويل البحرين من إمارة إلى مملكة دستورية، وانشاء مجلسين أحدهما ينتخبه الشعب والثاني معيَّن، ومهمته استشارية. شهد أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في مكتب ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة صباح أمس عملية التصويت التي لم يشارك فيها. واقترع رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد وعدد من كبار أفراد العائلة الحاكمة والعاملين في الديوان الأميري، ثم جال الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على لجان التصويت المنتشرة في البلاد، يرافقه عدد كبير من الوزراء. وزار أيضاً مجمع الإعلام حيث التقى الإعلاميين، وقال: "ما تشهده البحرين من عرس ديموقراطي يجعلنا نتطلع بأمل وثقة إلى مستقبل أكثر اشراقاً، وهذا التلاحم قيادة وشعباً يعكس روح الأسرة الواحدة التي تميز المجتمع البحريني". وتابع ان توجيهات الأمير "تهدف إلى الانتقال بالبلد إلى مرحلة جديدة من التقدم والتنمية الشاملة والازدهار على كل الأصعدة"، مشيداً بتوجه الأمير إلى ترسيخ مبادئ الديموقراطية وسيادة القانون والعدل والمساواة والشفافية وتكافؤ الفرص، وتحقيق تطلعات الشعب إلى حياة برلمانية ديموقراطية". ونوه رئيس الوزراء بجهود جميع الذين عملوا في لجان الاستفتاء لانجاح مهمتها. وخلال جولة على مراكز اقتراع لم تلتقِ "الحياة" مواطناً واحداً صوّت ب"لا"، لكن التفسيرات للمشاركة في الاستفتاء تباينت بين مواطن وآخر. فمنهم من شارك لأن الميثاق هو "تفعيل للدستور"، فيما تحدث بعضهم عن "عيد الحب السياسي" لأنه تزامن مع "عيد الحب". وهناك من صوّت لأن ثقته بالأمير كبيرة، ومنهم من قال إنه شارك للتخلص من الوضع الذي كان سائداً قبل الميثاق، مشيراً إلى التطمينات التي أعطتها القيادة، خصوصاً تلك المتعلقة بقانون أمن الدولة الذي كان يسمح لوزارة الداخلية بتوقيف أي شخص وسجنه مدة تزيد على سنتين قبل محاكمته. وفي مركز شركة غاز البحرين الوطنية، قال مواطن: "هذا الوضع جديد والناس تأمل بمستقبل حضاري مع هذا الميثاق، وأن يتم تفعيل الدستور عبر الميثاق الذي يصون الحريات". وذكر مواطن آخر في مركز مستشفى السليمانية الطبي أنه يرفض الاشاعات التي تقول إن المبادرات التي أطلقها الأمير هي لتمرير الميثاق فقط. وأضاف: "علينا كمواطنين أن نرتقي بهذا المستوى، ويجب اعطاء فرصة لهذه التجربة وأن تكون تدريجية، وهذه بداية". المواطن "عباس" رزق يوم الاستفتاء في مركز مستشفى السليمانية بابنة هي ولده البكر، وقال إنه سماها "الميثاق" بهدف توثيق هذا اليوم في تاريخ البحرين. وقالت عفت العسيري لوكالة "رويترز": "باعتباري امرأة أشعر الآن أن لي قيمة وأن صوتي يُسمع". عملية الاستفتاء جرت تحت اشراف قضائي، شمل التحقق من جوازات سفر المشاركين، ثم ختمها في آخر صفحة بكلمة "ميثاق". وتسيلم كل مواطن بطاقة لابداء رأيه. وتضم لجنة الفرز رئيس المحكمة الكبرى المدنية وعشرة من رجال القضاء الشرعيين والمدنيين، ومعهم عدد من الفنيين. وستجرى عملية الفرز في وزارة العدل والشؤون الإسلامية، ويتوقع أن تعلن نتائج الاستفتاء على الميثاق في غضون 24 ساعة تلي انتهاء الفرز.